بينما كانت الصور الآتية من واشنطن الثلاثاء تظهر احتفال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باتفاقي السلام مع الإمارات والبحرين، كانت مواطنته تامي شاليف أرِقة بسبب صواريخ مصدرها قطاع غزة.
تقول إنّ هكذا اتفاقات «إيجابية» ولكنّها لا تمثّل أولوية ملحّة، فقد ترافق توقيع اتفاقي السلام بين إسرائيل والدولتين الخليجيتين في واشنطن، وارتفاع منسوب التوتر مع قطاع غزة إثر إطلاق صاروخين مساء الثلاثاء سقط أحدهما في أسدود موقعاً جريحين، وبعد ساعات قليلة فجر الأربعاء، أطلقت صواريخ جديدة من غزّة ردّت عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي بضرب مواقع عدّة في القطاع، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
تقول شاليف الثلاثينية العاملة في قطاع المعلوماتية، إنّها «مؤيدة» الاتفاقين اللذين «سيكونان إيجابيين على المدى الطويل». لكنّها تضيف بـ«انتظار ذلك، تقع هجمات متكررة وصرنا عاجزين عن النوم»، وهي ترى أنّ الاتفاقين «جيدان على الورق»، لكن هذا «لا يبدّل شيئاً على صعيد حياتنا اليومية، فضلاً عن أنّ الاتفاقين يأتيان بالسلام مع أطراف كنّا على سلام معها».
والإمارات والبحرين هما أول دولتين خليجيتين تقدمان على هذه الخطوة بعد اتفاقي السلام اللذين وقعتهما دولة الاحتلال الإسرائيلي مع مصر (1979) والأردن (1994).
غزّة في البداية
ويعتبر يهوذا بن لولو، خمسيني يسكن في سديروت ذات الـ27 ألف نسمة، «من السهل التوصل إلى سلام مع دول لا مشاكل لنا معها، ولكننا نحن نعاني بينما يذهب (نتانياهو) ليصنع السلام في مكان آخر»، مضيفًا: «أنا لست غاضباً إزاءه، ولكن عليه بداية حل الأزمة مع غزة».
ومنذ العام 2007، تفرض دولة الاحتلال الإسرائيلي حصارا على قطاع غزة حيث يعيش نحو مليوني نسمة. وخاض جيش الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية التي تدير القطاع ثلاث حروب منذ العام 2008.
أما السبعيني ديفيد آمار الذي كان يقرأ جريدة «إسرائيل اليوم» الموالية لرئيس الوزراء وقد كتب على صفحتها الأولى «شرق أوسط جديد»، فبدا أكثر حماسة وتأييدا لنتانياهو، وقال النجار المتقاعد «إذا توصل اللاعبون الكبار في العالم العربي إلى سلام معنا، فهذا سيجبر بالتأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على فعل الشيء نفسه»، مضيفًا: «نحن بحاجة إلى قيادة فلسطينية جديدة لصنع السلام معنا»، وكان محمود عباس حذّر من أن اتفاقات كهذه «لن تحقق السلام في المنطقة حتى تعترف الولايات المتحدة وإسرائيل بحق شعبنا في إقامة دولة مستقلة».
تعليقات