نصب متظاهرون عددا من المشانق الرمزية بساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية بيروت، ضمن احتجاجات متصاعدة تطالب بمحاسبة المسؤولين بعد أيام من انفجار بيروت.
وقالت حياة ناصر، التي تنشط في مبادرات عدة لمساعدة المتضررين: «اليوم تنطلق التظاهرة الأولى بعد الانفجار، الانفجار الذي كاد أن يقتل أي أحد منا»، مضيفة: «إنه التحذير الأكبر للجميع، لأنه لم يعد لدينا شيء لنخسره بعد الآن، على الجميع أن يكونوا في الشوارع اليوم»، وفقا لـ«فرانس برس».
وكتب فارس الحلبي «»28 عاما» وهو من الناشطين البارزين في التظاهرات على «فيسبوك»: «بعد ثلاثة أيام تنظيف، رفع ركام ولملمة جراحنا وجراح بيروت حان وقت تفجير الغضب ومعاقبتهم على قتل الناس»، مضيفًا: «على التغيير أن يكون كبيرا بقدر كبر الفاجعة».
وبثت قناة الغد الإخبارية لقطات مباشرة من ساحة الشهداء وسط بيروت حيث تجمع أعداد كبيرة من المتظاهرين تلبية لدعوات التظاهر ضد الفساد.
وتسبّب الانفجار بمقتل 154 شخصا على الأقل، بينهم 25 شخصا مجهولي الهوية، وفق المصدر ذاته. وتخطى عدد الجرحى خمسة آلاف، 120 منهم في حالة حرجة.
وتعمل فرق من دول عدة أجنبية وعربية بينها فرنسية وروسية في عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، جراء الانفجار الذي غّير وجه بيروت خلال ثوان وشرّد نحو 300 مليون شخص من منازلهم في العاصمة ومحيطها.
مؤتمر دعم دولي للبنان
كما اندلعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن قبل قليل أمام البرلمان اللبناني، احتجاجًا على كارثة انفجار المرفأ، حسب قنوات محلية بثت صورًا حية لمحاولات الأمن تفريق المتظاهرين.
وتأتي التظاهرات عشية مؤتمر دعم دولي للبنان، اقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت، الخميس، وتنظمه بلاده بالتعاون مع الأمم المتحدة بعد ظهر الأحد، بمشاركة دولية وعربية واسعة، ويصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، السبت إلى بيروت، على أن يمثّل الدول الأعضاء في مؤتمر دعم لبنان.
ويخشى المتظاهرون ومحللون أن تجد السلطة السياسية في الوفود الدولية ومبادرات الدعم فرصة لتعزيز مواقعها مجددًا، وهو ما أعربت عنه على لسان عدة مسؤولين، واعتبر رئيس الجمهورية، ميشال عون، في تصريحات للصحفيين، الجمعة، أن «الانفجار أدى إلى فك الحصار» بعد تلقيه اتصالات من رؤساء وقادة آخرهم ترامب.
تعليقات