حذّرت منظمات تابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، من أن أزمات اليمن الغارق بالحرب تهدّد بزيادة أعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بنحو 1.2 مليون شخص خلال ستة أشهر.
وقال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة في بيان مشترك إنّ «الصدمات الاقتصادية والصراع والفيضانات والجراد، والآن (وباء) كوفيد-19، يثيرون عاصفة يمكن أن تعكس المكاسب التي تحقّقت على صعيد الأمن الغذائي»، بحسب «فرانس برس».
وكان اليمن البالغ عدد سكانه نحو 27 مليونا تجاوز خطر المجاعة قبل 18 شهرا عندما تلقّت المنظمات الإغاثية مبالغ أسهمت في ضخ المساعدات، لكن انتشار فيروس «كورونا المستجد» أخيرا قلّص هذه المساعدات معيدا شبح المجاعة لأفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وذكرت المنظمات أنّ تحليلا للأوضاع في 133 قطاعا في جنوب اليمن أظهر «زيادة مقلقة» للأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويبلغ العدد الإجمالي للذين يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن نحو عشرة ملايين، حسب برنامج الأغذية العالمي.
انعدام الأمن الغذائي الحاد
وتوقّعت المنظمات أن «يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 2 مليون إلى 3.2 مليون في الأشهر الستة المقبلة» في جنوب اليمن، على أن تصدر نتائج تحليل آخر في مناطق الشمال في وقت لاحق من العام الحالي.
ويشهد اليمن منذ سنوات أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسبما تقول الأمم المتحدة. وقد قتل وأصيب عشرات الآلاف ونزح الملايين عن منازلهم منذ بدء نزاع على السلطة في 2014، حين أطلق الحوثيون حملة من الشمال وسيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى جنوبا.
مؤتمر المانحين
وفي يونيو الماضي جمعت الأمم المتحدة نحو نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن والبالغ 2.41 مليار دولار في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية، التي تقود في هذا البلد منذ 2015 تحالفا عسكريا يساند الحكومة في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنّ «المزيج الخطير من الصراع والصعوبات الاقتصادية وندرة الغذاء والنظام الصحي المتدهور تدفع ملايين الأطفال في اليمن إلى حافة الهاوية». وذكرت أنّ أزمة فيروس «كورونا المستجد» «يمكن أن تجعل الأمور أسوأ. المزيد من الأطفال الصغار معرضون لخطر سوء التغذية الحاد ويتطلبون علاجًا عاجلًا».
وتسبب الوباء بوفاة 456 شخصا من بين 1629 إصابة سجلت حتى الآن في اليمن. وكانت منسقة الشؤون الإنسانية، ليز غراندي، قالت لوكالة «فرانس برس» في مقابلة هذا الشهر إنّ اليمن يقف على حافة مجاعة من جديد، بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالا كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهرا.
تعليقات