تباينت رؤى خبراء العلاقات الدولية وبعض الخبراء العسكريين حول زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية اليوم. وتأتي تلك الزيارة كونها أول زيارة للرئيس السيسي إلى المملكة منذ توليه الحكم في مصر على المستوى الثنائي، كما أنها ستستغرق يومًا واحدًا بحسب بيان للخارجية المصرية.

خبراء العلاقات الدولية أوضحوا في تصريحاتهم لموقع «مصر العربية» أن تلك الزيارة تهدف إلى التنسيق الكامل بين مصر والسعودية على تأمين الحدود السعودية من خطر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، كما أنها زيارة تأتي لاستعراض القوة بين مصر، أقوى دول المنطقة، والسعودية ثاني أكثر الدول دعمًا لمصر.

بينما يرى آخرون أن تلك الزيارة ردًا للجميل من مصر للمملكة على وقوفها بجانب النظام الحاكم الآن ومساعدته له، قائلين إن التواصل والتنسيق الدائم سيكون لغة التناغم بين القاهرة والمملكة مستقبلاً.

حماية للسعودية من «داعش»
الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قال: «لا ينكر أحد أن مصر والسعودية هما من يقودان العالم العربي الآن، فهما القاطرة التي تجر الجامعة العربية»، مضيفًا أن «الجميع يعرف مكانة مصر وجيشها الذي لا يحمي حدود مصر فقط وإنما يحمي جميع الحدود العربية».

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيناقش غالبية القضايا العربية المطروحة على الساحة الآن في غزة وفي سورية والعراق وليبيا واليمن، قائلاً إن السيسي سيرسل رسالة للعالم العربي أن جيشه ليس للدفاع عن مصر فقط بل للعرب جميعًا، خصوصًا في ظل وجود حالة توتر على الحدود السعودية مع العراق وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية.

وتابع اللاوندي أن الرئيس السيسي يسعى إلى شركاء جدد في المنطقة العربية لمساعدته في المشكلات التي يواجهها في مصر، وأيضًا لمساعدة تلك الدول في تأمينهم، وأن مصر تسعى لإنهاء الإرهاب في الوطن العربي بالتعاون مع جميع الدول العربية.

تنسيق استراتيجي
وقال السفير إسماعيل أبو زيد مستشار التنمية بالأمم المتحدة السابق إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي تأتي كأول زيارة رسمية ثنائية على المستوى الثنائي، مضيفًا أنها تدخل أيضًا في ضوء التنسيق الاستراتيجي الدائم بين مصر والمملكة.

وأوضح مستشار التنمية بالأمم المتحدة أن وجود قوات مصرية على الحدود السعودية يتعلق بالأمن القومي المصري، خاصة في ظل التطورات الخطيرة التي تحيط بالمنطقة العربية، قائلاً إن تأكيد وجود قوات مصرية يرتبط بالأجهزة السيادية.

وتابع أبو زيد أن تلك الزيارة من المتوقع أن تكون سياسية في المقام الأول لدعم المنطقة العربية في الوقت الراهن، خصوصًا في ظل المشكلات الدولية الصعبة التي تحيط بالمنطقة، مشيرًا إلى أن التنسيق بين مصر والمملكة أمر طبيعي في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار تقديم الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على مواقفه ووقوفه بجانب مصر عقب 30 يونيو.

تعاون وتنسيق
وكان أكد السفير عفيفي عبدالوهاب سفير مصر بالرياض أهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية اليوم، والتي تعد الأولى له للمملكة بعد توليه مهام منصبه بانتخابه رئيسًا للجمهورية. وقال السفير عفيفي عبدالوهاب في تصريحات صحفية إن هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية نظرًا لما تشهده الساحة الإقليمية من تحديات كبيرة تستدعيى من الجانبين المزيد من التعاون والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات والقضاء عليها.

وتوقع السفير عفيفي أن يكون على رأس المحادثات بين مصر والسعودية ما تمر به الأمة العربية حاليًا من تطورات وتحديات تمس الأمن القومي العربي إجمالاً وضرورة أن يكون هناك نوع من التشاور والتعاون والتنسيق المستمر بين البلدين.

زيارة غامضة
ومن الناحية العسكرية قال العميد محمد سبّاق البرلماني السابق والخبير الاستراتيجي إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي غامضة، لا يستطيع أحد التكهن بأهدافها، مضيفًا أنها زيارة قد تكون نتيجة لضغوط تتعرض لها الإدارة المصرية.

وأوضح الخبير العسكري أن الكارثة الحقيقية هي ما يتم تناوله هذه الأيام من توقعات بوجود قوات مصرية تقف على الحدود السعودية العراقية، قائلاً إن هناك محاولات لجر رجل الجيش المصري وتورطه في حروب قد تكون سببًا في كسره خارجيًا ودوليًا لصالح إسرائيل.