دخل وقف إطلاق نار من جانب واحد حيز التنفيذ في اليمن، الخميس، بينما لم يفصح جماعة أنصار الحق «الحوثيون» عن موقفهم بعد من الخطوة، التي قالت السعودية إنها تسمح بالتركيز على الاستعداد لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، وأشارت الرياض إلى أن وقف النار يفتح أيضا الباب أمام سلام دائم.
ولم تُسجّل في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بعد بفيروس «كوفيد-19»، الذي أصاب نحو عشرة آلاف شخص في دول الخليج القريبة الست، وفقاً لمنظّمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء في حال بلوغه البلد الفقير، في كارثة إنسانية.
وقالت الإمارات، العضو الرئيسي في التحالف العسكري، إن القرار بوقف إطلاق النار في اليمن ولمدة أسبوعين «حكيم ومسؤول»، حيث كتب وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة الخميس: «مع الدعوات المتكررة للحل السياسي تبرز المخاوف من وصول فيروس كورونا ليعقد الأزمة الإنسانية المستمرة. قرار مهم لا بد من البناء عليه إنسانيا وسياسيا».
ويشهد اليمن نزاعا مسلّحا على السلطة منذ 2014، حين سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن تتصاعد حدّة المعارك مع تدخّل السعودية على رأس التحالف في مارس 2015 دعماً للحكومة في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وقُتل في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعها الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار أمراض وأوبئة كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش فيه ملايين السكان على حافّة المجاعة، ويعيش أكثر من 3.3 مليون نازح في مدارس ومخيّمات تتفشى فيها الأمراض بفعل شحّ المياه النظيفة.
وكان التحالف أكّد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مساء الأربعاء، أنّ مدة الهدنة «قابلة للتمديد»، وأوضح أنّ الهدنة تهدف إلى «تهيئة الظروف الملائمة لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف بإشراف المبعوث الأممي»، وسبق أن توصّل المتمرّدون والتحالف والقوات الحكومية إلى وقف لإطلاق النار أكثر من مرة لكنّ هذه الهدنات انهارت في كل مرة مع اندلاع مواجهات.
تعليقات