كلف الرئيس العراقي برهم صالح محافظ النجف السابق عدنان الزرفي تشكيل الحكومة، بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي عن عدم تشكيل حكومة في الأول من مارس الجاري، مع استمرار الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية شاملة وتغيير للطبقة السياسية الممسكة بالسلطة.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة تراجعت وتيرتها خلال الأسابيع الأخيرة، لكن كانت تخللتها مواجهات تسببت بمقتل نحو 550 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن ثلاثين ألفًا أغلبهم من المتظاهرين.
واستقال رئيس الحكومة عادل عبد المهدي تحت ضغط الشارع. وكُلف علاوي تشكيل حكومة، لكن المحتجين اعترضوا على تسميته، معتبرين إياه من الطبقة السياسية التي يرفضونها. علمًا بأن تسميته تسببت بانقسام بين المتظاهرين، إذ انسحب من الحراك في الشارع أنصار رجل الدين مقتدى الصدر الذي أوقف دعمه للحراك بعد تسمية علاوي، وفق «فرانس برس».
ويزيد من أجواء التوتر والأزمة وصول فيروس «كورونا المستجد» إلى العراق، وقد أصاب أكثر من عشرين شخصًا حتى الآن، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد. وقال سياسي كبير، رفض كشف اسمه، «المسؤولون يعيشون داخل فقاعة»، بعيدًا عن كل ما يحدث. وأضاف أن عبد المهدي وحكومته «مستمرون كأن شيئًا لم يحدث».
وأعلن عبد المهدي الذي استقال في ديسمبر في وقت سابق، أنه سيتوقف اليوم الإثنين عن تولي شؤون السلطة، لكن يبدو أنه مستمر في ممارسة مهامه. وكُلف علاوي مطلع فبراير تشكيل حكومة، وأعد قائمة بالمرشحين إلى المناصب الوزارية قال إنهم مستقلون تكنوقراط، وهو أحد مطالب المحتجين.
لكن البرلمان، الأكثر انقسامًا في تاريخ العراق الحديث، فشل ثلاث مرات في الالتئام خلال الأسبوعين الماضيين للتصويت على منح الثقة للتشكيلة الحكومية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. وأعلن علاوي في كلمة متلفزة الأحد 1 مارس الجاري، أنه عدل عن تشكيل الحكومة. وقال: «للأسف الشديد، كانت بعض الجهات تتفاوض فقط من أجل الحصول على مصالح ضيقة دون إحساس بالقضية الوطنية».
وعلق الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر في بيان قائلاً: «إلى متى يبقى الغافلون ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن يتلاعبون بمصائر الشعب؟ وإلى متى يبقى العراق أسير ثلة فاسدة؟».
تعليقات