Atwasat

العراق: انقسام في أوساط المحتجين والسياسيين بعد تلويح برهم صالح بالاستقالة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 27 ديسمبر 2019, 06:11 مساء
WTV_Frequency

انقسم العراقيون في ردود فعلهم، اليوم الجمعة، على تلويح الرئيس برهم صالح بالاستقالة، في مواجهة المعسكر الموالي لإيران الذي يصر على تسمية رئيس وزراء من رحم السلطة، ففي الوقت الذي اتهمه البعض بـ«خرق الدستور»، اعتبر آخرون أن ما قام به «فعل وطني» ردا على ضغوط «الأحزاب الفاسدة».

وأعلن برهم صالح الخميس، بعد أيام من مقاومته تسمية وزير في الحكومة المستقيلة ومحافظ محط جدل (الاثنان مدعومان من حلف طهران)، استعداده لتقديم استقالته، مشددا على رفضه هاتين الشخصيتين تماهيا مع الشارع المنتفض، وفق وكالة «فرانس برس».

وكان البعض يأمل، الجمعة، أن يوضح المرجع الديني الشيعي الأعلى في خطبته المعتادة مستقبل الأزمة الضبابية التي تتعمق في البلاد. لكن آية الله السيستاني أشار إلى أنه لن يتطرق هذه المرة إلى الوضع السياسي، نائيا بنفسه عن جدال الطبقة السياسية التي يندد بها حراك شعبي عفوي غير مسبوق يستعد لدخول شهره الرابع، رغم سقوط نحو 460 قتيلاً وإصابة 25 ألفاً بجروح.

انقسام حول الاستقالة
ورُفعت لافتة جديدة ليلاً في ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات في وسط بغداد، إلى جانب أخرى تحمل صور جميع المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء وعليها إشارات حمراء تعبيرا عن رفضهم.

وتحت اللافتة الجديدة التي تحمل صورة رئيس الجمهورية، كتب المتظاهرون: «شكرا برهم على وقوفك مع مطالب الجماهير وعدم الاستجابة لمرشحي الأحزاب المرفوضين. اخرج من دائرة الأحزاب الفاسدة».

لكن لا يتفق جميع المتظاهرين مع هذا الرأي. فبالنسبة للمدرس علي محمد الذي يتظاهر في محافظة بابل جنوب بغداد، فإن «الاستقالة ستؤدي إلى فوضى عارمة وزيادة سيطرة الأحزاب على مقدرات البلاد»، مضيفا أنه يجب على الرئيس العدول عن الاستقالة ومواصلة التصدي للأحزاب، لأن وجوده يمثل صمام أمان لتأمين وطنية المرشح الجديد لرئاسة الوزراء، حسب الوكالة الفرنسية.

وفي معسكر المتظاهرين في الديوانية، جنوبا أيضا، يأمل محمد مهدي أن «تكون استقالة الرئيس برهم صالح فعلية حقيقة وجادة لننتقل بعدها إلى حل البرلمان، بعد مرور شهر، وتجري بعدها انتخابات مبكرة ونتخلص من كل هذه الوجوه الفاسدة»، مضيفا: «نرحب بهذه الاستقالة، وهي أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين من البداية باستقالة الرئاسات الثلاث» في إشارة إلى رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان.

اقرأ أيضا: قطع طرق وحرق إطارات في احتجاجات العراق  

وانقسمت الآراء كذلك في أوساط السياسيين، حيث دعا التحالف الموالي لإيران في البرلمان، الذي يقدم نفسه على أنه الكتلة الكبرى التي يحق لها تسمية رئيس الوزراء، النواب إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الجمهورية لحنثه باليمين وخرقه الدستور. 

أما قائمة «النصر» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، المعارض حالياً، فدعت صالح إلى التراجع عن الاستقالة، وحضّت القوى السياسية على «ترك عقلية التخوين والاستقواء والهيمنة»، مؤكدة أنه يجب «إجراء تغيير جوهري على معادلة الحكم الحالية».

من جهته، اعتبر «ائتلاف الوطنية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ويضم بغالبيته نوابا سنة، أن ضغط الموالين لطهران هائل، مرحبًا بـ«الموقف الوطني» لصالح، وداعيًا إياه إلى تشكيل «وزارة مصغّرة بالتنسيق مع الأمم المتحدة وتعيين مفوضية جديدة للانتخابات (...) على أن لا تتجاوز مهمة هذه الحكومة سنة كاملة».

ولا يزال العراق، ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك، عالقاً بين عناد المؤيدين لإيران وتصميم المتظاهرين.

ويواصل المتظاهرون إغلاق المدارس والدوائر الرسمية في كل المدن الجنوبية تقريبا، متوعدين بأن الحياة لن تعود إلى طبيعتها حتى تحصيل مطالبهم التي خرجوا من أجلها في الأول من أكتوبر، وعلى رأسها إصلاح شامل لنظام المحاصصة القائم على الطائفية، وإنهاء احتكار نفس السياسيين للسلطة منذ 16 عاما.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن...
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم