Atwasat

تصاعد معركة إدلب في سورية يرفع حصيلة النازحين إلى عشرات الآلاف

القاهرة - بوابة الوسط السبت 21 ديسمبر 2019, 12:11 مساء
WTV_Frequency

نزح عشرات آلاف المدنيين، خلال الأيام الماضية، جراء تصاعد القصف في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، وفق ما ذكرت الأمم المتحدة الجمعة، تزامنا مع تكثيف قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة غاراتها على المنطقة.

وأورد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان أنه على ضوء «تكثيف الغارات الجوية والقصف منذ 16 ديسمبر في جنوب إدلب، فر عشرات الآلاف من المدنيين من منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي باتجاه الشمال».

ويشهد ريف إدلب الجنوبي منذ أسبوع تصاعدا في القصف الذي تشنه طائرات سورية وأخرى روسية، بينما أوقعت معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، مستمرة منذ الخميس، أوقعت أكثر من مئة قتيل من الطرفين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

مئات الصواريخ
وشوهدت قبل ظهر الجمعة عشرات السيارات والعربات محملة بنازحين فارين من قرى في ريف إدلب الجنوبي جراء الغارات والمعارك العنيفة. وقال ياسر إبراهيم الدندنل، الذي فرّ مع عائلته من معرة النعمان باتجاه ريف إدلب الشمالي: «أخرجنا الأطفال من تحت القصف». وأوضح أن «مئات الصواريخ استهدفت معرة النعمان»، مضيفا: «الوضع سيئ جدا».

وفر محمد أحمد الرضا (29 عاما) مع زوجته وأطفاله الأربعة. وقال: «قضينا ليلة صعبة جدا، اشتعلت معرة النعمان ولا نعلم ما أنواع الأسلحة التي تم قصفنا بها». وشنت طائرات سورية وأخرى روسية عشرات الغارات، الجمعة، على قرى وبلدات عدة في منطقة معرة النعمان، وفق المرصد.

ونزحت آلاف الأسر، الجمعة، باتجاه شمال المحافظة، وفق الأمم المتحدة، بينما ينتظر آلاف المدنيين الآخرين توقف القصف والغارات حتى يتمكنوا من التوجه إلى المناطق الآمنة. وحسب الأمم المتحدة فإن «كثيرين من الفارين بحاجة ماسة (...) إلى المأوى والغذاء واللوازم الصحية».

112 قتيلا
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب. وتنشط فيها أيضا فصائل إسلامية ومعارضة أقل نفوذا. واحتجاجا على صمت أنقرة، أبرز داعمي المعارضة، إزاء تصعيد قوات النظام وحليفتها روسيا للغارات على إدلب، نظم المئات من السكان والنازحين تظاهرة قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وحاول المتظاهرون تخطي حواجز وضعتها هيئة تحرير الشام لمنع تقدمهم باتجاه المعبر، مما تسبب بصدامات بين الطرفين. وأقدم مقاتلو الفصيل على إطلاق الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وتدور منذ الخميس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وفصائل مقاتلة، أبرزها هيئة تحرير الشام من جهة ثانية في ريف معرة النعمان. وأوقعت المعارك 42 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 70 من مقاتلي الفصائل، غالبيتهم من هيئة تحرير الشام ومجموعات متحالفة معها، وفق حصيلة جديدة للمرصد.

ورغم التوصل في أغسطس إلى اتفاق هدنة توقف بموجبه هجوم واسع شنته قوات النظام لأربعة أشهر في إدلب، تتعرض المحافظة منذ أسابيع لقصف تشنه طائرات حربية سورية وروسية، تسبب مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، بمقتل 250 مدنيا منذ نهاية أغسطس، بالإضافة إلى مئات المقاتلين من الجانبين، حسب المرصد.

وكانت الأمم المتحدة قد نددت، الأربعاء، بتصاعد وتيرة الأعمال القتالية في إدلب. وقالت المستشارة الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية نجاة رشدي: «رغم التأكيدات المتكررة أن الأطراف المتقاتلين يقصفون أهدافا عسكرية مشروعة فقط، تستمر الهجمات على المرافق الصحية والتعليمية». ودعت إلى «وقف فوري للتصعيد وحثت الأطراف جميعا على احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية».

فيتو روسي
وفي أكتوبر، أكد الرئيس بشار الأسد، في زيارة هي الأولى للمحافظة منذ اندلاع النزاع في العام 2011، أن معركة إدلب هي «الأساس» لحسم الحرب المستمرة في بلاده. وتؤوي إدلب ونواحيها نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريبا نازحون من مناطق أخرى. ويعيش عشرات الآلاف في مخيمات عشوائية ويعتمدون في معيشتهم على مساعدات تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية.

واستخدمت روسيا والصين، أمس الجمعة، حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لتمديد تقديم الأمم المتحدة للمساعدات. وصوت باقي أعضاء مجلس الأمن الـ13 مع مشروع القرار. وهذا هو الفيتو الرابع عشر لروسيا ضد مشروع قرار حول سورية منذ بداية النزاع في العام 2011 والثاني خلال أربعة أشهر حول مشروع قرار يتعلق بالوضع الإنساني فيها.

وتنتهي مدة الترخيص الأممي بتقديم المساعدة عبر الحدود في 10 يناير 2020 ولا يزال بإمكان أعضاء مجلس الأمن أن يبحثوا في تسوية قبل حلول هذا الأجل. وتسبب النزاع الدامي الذي تشهده سورية منذ العام 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية، وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قطر بصدد «تقييم» وساطتها في «مفاوضات غزة» بسبب «الإساءة لدورها»
قطر بصدد «تقييم» وساطتها في «مفاوضات غزة» بسبب «الإساءة لدورها»
الصفدي يحذر من أي هجوم إسرائيلي على إيران: سيجر المنطقة إلى حرب مدمرة
الصفدي يحذر من أي هجوم إسرائيلي على إيران: سيجر المنطقة إلى حرب ...
لازاريني: حل «أونروا» يهدد بتسريع المجاعة في غزة وتأجيج دوامة العنف
لازاريني: حل «أونروا» يهدد بتسريع المجاعة في غزة وتأجيج دوامة ...
عشرات المستعمرين يقتحمون «الأقصى» مجددا
عشرات المستعمرين يقتحمون «الأقصى» مجددا
الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بيت لحم
الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بيت لحم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم