اغتيل ناشط بارز، هو الثالث خلال عشرة أيام، في العراق، الذي يشهد حركة احتجاجات سقط خلالها مئات القتلى، فيما تعرض عدد كبير من النشطاء لعمليات خطف، وجهت بعثة الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أصبع الاتهام فيها إلى «كيانات مسلحة».

وعثر أقارب الناشط المدني البارز علي اللامي البالغ 49 عاما، عليه اليوم الأربعاء، جثة مصابة بثلاث رصاصات في الرأس أطلقت عليه من الخلف أثناء توجهه إلى منزل شقيقته، فيما قالت الشرطة إن اللامي، وهو أب لخمسة أولاد، أصيب «برصاص ثلاثة رجال استخدموا كواتم للصوت»، حسب وكالة « فرانس برس».

اقرأ أيضا أربعة قتلى وجرحى بمواجهات ليلية بين قوات الأمن والمتظاهرين في بغداد

وقال صديقه المقرب تيسير العتابي، للوكالة الفرنسية «لقد قتلته ميليشيات الحكومة الفاسدة». وكان اللامي قد غادر قبل أيام مدينة الكوت الجنوبية حيث يقيم للتظاهر مع أولاده في بغداد، ودعا مرارا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المحتجين إلى التظاهر السلمي.

غضب وخوف
وعثر الأسبوع الماضي على جثة الناشطة زهراء علي، البالغة 19 عاما، التي قُتلت بطريقة بشعة بعد خطفها، وألقيت جثتها أمام منزل عائلتها، والإثنين الماضي، اُغتيل الناشط المدني البارز فاهم الطائي، البالغ 53 عاما برصاص مجهولين في مدينة كربلاء المقدّسة لدى الشيعة، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة، وقد أصيب في إطلاق النار ناشط كان برفقته، حسب «فرانس برس».

ونُقل متظاهر ثالث إلى المستشفى بعدما اندلعت النيران في سيارته، وقال أقاربه إن الحريق نجم، على ما يبدو، عن شحنة ناسفة ألصقت بسيارته.

ومنذ مطلع أكتوبر الماضي عُثر على نشطاء جثثا في عدد من المدن العراقية، كذلك احتُجز عشرات المتظاهرين والنشطاء لفترات متفاوتة على أيدي مسلّحين قيل إنهم كانوا يرتدون الزي العسكري إلا أن السلطات لم تتمكن من تحديد هوياتهم.

ودعا تقرير خاص بالتظاهرات صادر عن بعثة الأمم المتحدة في العراق السلطات الى وقف استهداف المتظاهرين وملاحقة المتورطين بذلك. وحمّلت البعثة في التقرير الذي تلقت «فرانس برس» نسخة منه «ميليشيات» و«جهة مجهولة ثالثة»، و«كيانات مسلحة»، و«خارجين عن القانون» و«مفسدين» مسؤولية «القتل المتعمد والخطف والاحتجاز التعسفي».

اقرأ أيضا فرانس برس: قتلى وجرحى وعشرات المخطوفين في مذبحة السنك في بغداد

وحذّر التقرير الأممي أن هذه «الأعمال تساهم في إشاعة جو من الغضب والخوف، وعلى الحكومة تحديد تلك الجماعات المسؤولة بدون تأخير ، ومحاسبة مرتكبيها».

الاحتجاجات مستمرة
ومنذ الهجوم الذي وقع مساء الجمعة الماضي، قرب ساحة التحرير، ينصب التركيز على قوات الحشد الشعبي التي شُكّلت بموجب فتوى من المرجعية الشيعية عام 2014 لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وتتألف خصوصا من فصائل شيعية موالية لإيران.

ومساء الجمعة تعرض مرآب يسيطر عليها محتجون منذ أسابيع عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير، لهجوم مسلح أسفر عن مقتل عشرين متظاهرا على الأقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفق مصادر أمنية وطبية.

وبعد الهجوم أمر قائد قوات الحشد الشعبي مقاتليه بعدم الاقتراب من المتظاهرين، وقد اعتبر المحتجون هذا القرار بمثابة إقرار بالذنب، حسب «فرانس برس».

وعلى الرغم من أعمال العنف والتهديدات تواصلت، اليوم الأربعاء، الاحتجاجات في بغداد للمطالبة بـ«سقوط النظام» وبمجيء طبقة سياسية جديدة.