Atwasat

منطقة القبائل تتجه إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الجزائرية

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 11 ديسمبر 2019, 01:28 مساء
WTV_Frequency

شهدت تيزي وزو، كبرى مدن منطقة القبائل بشرق الجزائر العاصمة، حملة مناهضة للانتخابات الرئاسية المقررة، الخميس، إذ خلا وسط المدينة من أي أثر لملصقات أو لوحات إعلانية للانتخابات التي خرجت حشود عبرت عن رفضها لها في جميع أنحاء الجزائر.

في مقابل ذلك امتلأت جدران المدينة الرئيسية في منطقة القبائل بدعوات لإضراب عام لقي استجابة واسعة، في ما يدل على  التعبئة الكبيرة ضد الانتخابات الرئاسية في هذه المنطقة الناطقة باللغة الأمازيغية، والمعارضة تاريخيا للسلطة وحيث نسبة المشاركة في الانتخابات ضعيفة عادة.

وأوضح عمار بن شيكون (38 عاما)، وهو جالس أمام محله المغلق «الإضراب ضربة قوية ضد الانتخابات. نريد أن تكون نسبة التصويت هنا صفرا».

جدران ضد الانتخابات
في اليوم الأول من الإضراب الذي بدأ الأحد، أغلقت كل المحلات والإدارات أبوابها، ما عدا الصيدليات التي واصلت بيع الدواء، وأمام مقر الدائرة، وهي الهيئة الحكومية التي تضم عدة بلديات، تجمع مئات المتظاهرين الرافضين الانتخابات ومنهم بوجمعة لخضاري، التاجر البالغ من العمر 36 عاما، الذي قال: «هنا لا إمكانية لأن يضع أي ناخب ورقة تصويت في الصندوق. وفي الحقيقة لا توجد صناديق ولا مكاتب اقتراع!».

منذ بداية الحملة الانتخابية في 17 نوفمبر قام المتظاهرون ببناء جدران على مداخل كل الدوائر الإحدى والعشرين في ولاية تيزي وزو، على اعتبار أن كل وسائل تنظيم الانتخابات من صناديق وبطاقات مخزنة هناك، وقال مقران (29 عاما): «يريدون تنظيم الاقتراع خفية، لكننا لن ندعهم يفعلون ذلك».

خلال الأسابيع الثلاثة للحملة التي انتهت، الأحد، لم يزر أي من المرشحين الخمسة تيزي وزو أو بجاية، المدينة الثانية في منطقة القبائل، والأحد، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من مقر الدائرة، حيث انتشرت قوات الشرطة التي اعتمر عناصرها الخوذات وتسلحوا بالدروع، تقدم العشرات من الشباب يحملون الطوب الآجر وأكياس الأسمنت في صف واحد نحو مدخل المبنى.

وتحت تأثير الأعداد المتزايدة من المتظاهرين، انسحب رجال الشرطة، فعلت هتافات الفرح من الشباب الذين التفوا حولهم لثلاث ساعات، وهتف المحتجون «جزائر حرة ديمقراطية»، بعد بناء جدار من الآجر أقفل الباب تماما وكتب أعلاه مجموعة من الشباب بالأمازيغية «لا للانتخابات».

ورفع المتظاهرون الأعلام الجزائرية وكذلك الراية الأمازيغية التي منع الجيش حملها خلال تظاهرات الحراك الشعبي ضد النظام في كل مناطق الجزائر منذ 22 فبراير ولا يزال مستمرا تحت شعار رفض الانتخابات الرئاسية، ومع انطلاق الحملة المضادة للانتخابات، أصبح الآجر العنصر المفضل لسكان المنطقة. وعلى موقع فيسبوك، وضع العديد من الأشخاص صورة طوبة آجر على صفحته كُتب عليها «ورقة التصويت».

وقالت وردية (55 عاما)، المتقاعدة من سلك التعليم: «هذه هي طريقتنا للتعبير عن رفضنا التام للتصويت»، وأمام حشد كبير في حالة غضب خطب ماسينيسا حوفل قائلا: «نحن هنا لنؤكد مرة أخرى رفضنا الانتخابات ولكن بطريقة سلمية لا نريد أن نعيش مآسي الماضي».

وكان يشير إلى المواجهات الدامية التي عرفت بـ«الربيع الأسود» سنة 2001، واندلعت إثر مقتل شاب داخل مقر للدرك الوطني عشية الاحتفال بالربيع الأمازيغي وهي مناسبة لتجديد مطالب الاعتراف بالهوية الأمازيغية، وأسفرت المواجهات عن مقتل 126 شخصا وآلاف الجرحى.

ويشكل الأمازيغ ربع عدد سكان الجزائر، أي 10 ملايين نسمة، يتحدثون الأمازيغية كلغتهم الأم لكنهم يتعلمون في المدارس العربية التي ظلت اللغة الرسمية الوحيدة قبل أن يتم تعديل الدستور في 2016 لتصبح الأمازيغية أيضا لغة رسمية، ولكن قبل ذلك كانت السلطة ترفض أي اعتراف بالهوية الأمازيغية، بل وقمعت كل من طالب بها، على أساس أن الجزائر دولة عربية فقط.

وقال هذا المحامي البالغ 29 عامًا إنه «مصدوم» لوجود مرشحين مثل علي بن فليس، رئيس الوزراء أثناء قمع التظاهرات في العام 2001، أو رئيس الوزراء السابق عبدالمجيد تبون، وكلاهما عمل تحت السلطة المباشرة للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة قبل أن يجبره الشارع على الاستقالة.

وأقسم حوفل أنه «لن يكون هناك تصويت، يجب على السلطة أولاً إطلاق سجناء الرأي»، في إشارة إلى مئات المحتجين والنشطاء والصحفيين الذين اعتقلوا أو حُوكموا وأدينوا، حسب منظمات حقوق الإنسان.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على سورية إلى 42 قتيلا
ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على سورية إلى 42 قتيلا
ارتفاع ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 32 ألفا و623 شهيدا و75 ألف إصابة
ارتفاع ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 32 ألفا و623 شهيدا...
اليابان تعتزم استئناف تمويلها لـ«الأونروا» قريباً
اليابان تعتزم استئناف تمويلها لـ«الأونروا» قريباً
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم