Atwasat

تهديد بإخلاء أملاك مسيحية في القدس لصالح المستوطنين عشية عيد الميلاد

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 03 ديسمبر 2019, 10:15 صباحا
WTV_Frequency

نصبت شجرة عيد الميلاد على مدخل فندق «إمبريال» في البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة وزينت إيذانا ببدء الاحتفالات؛ لكن التهديد بإخلاء قريب محتمل للمبنى لصالح الجمعيات الاستيطانية يخيم على أجواء الأعياد.

وتمتلك الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية فندقي «إمبريال» و«البترا» الواقعين عند مدخل باب الخليل في الحي المسيحي في البلدة القديمة، ويهدد الإخلاء الفندقين بعد أن استحوذت عليهما جمعية استيطانية، إضافة إلى عقار ثالث هو «بيت المعظمية» في الحي الإسلامي، حسب ما نشرت وكالة «فرانس برس» اليوم الثلاثاء.

اقرأ أيضا مستوطنون صهاينة يسرقون ثمار الزيتون من أشجار فلسطينيين

وصادقت المحكمة العليا الإسرائيلية في يونيو الماضي على بيع أملاك للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية لجمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية بعد فشل محاولات بطريركية الروم الأرثوذكس إلغاء البيع عبر الطعن بقرار المحكمة المركزية التي أقرت عملية البيع في 2017.

قضية العقارات
وطرأ الأسبوع الماضي تطور على مجريات القضية بعدما أقرت محكمة إسرائيلية بتجميد إجراءات نقل العقارات وإخلائها لصالح المستوطنين. يقول محامي عائلة الدجاني التي تستأجر فندق «إمبريال» ماهر حنا، «حصلت البطريركية على قرار غيابي من المحكمة بتجميد البيع لظهور بيانات تكشف غشا وخداعا في عملية البيع وعليه لا يجوز التعاقد».

وتتملك أبو الوليد الدجاني صاحب الفندق المكون من طابقين يحتويان 48 غرفة المخاوف التي تجعله غير متفائل، إذ يقول إن القرار «سيف ذو حدين، ربما يحمل في طياته تحولا في مسار القضية ونلقي بها في مزابل التاريخ أو تستكمل الإجراءات لصالح المستوطنين، هذه معركة قضائية بحتة».

وترجع قضية العقارات إلى العام 2004 عندما حصلت ثلاث شركات إسرائيلية مرتبطة بجمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية على «حكر» عقارات تملكها الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية. وجعلت هذه الصفقة من الجمعية الاستيطانية مالكة أغلب المباني الواقعة عند مدخل باب الخليل، أحد الأبواب الرئيسية للبلدة القديمة والسوق العربية.

ويستمر مستأجر منذ العام 1949 في دفع أجرته البالغة 200 ألف شيكل (حوالي 57 ألف دولار أميركي) في السنة، إلا أن الجمعية الاستيطانية تطالبه الآن «بدفع نحو 10 ملايين شيكل بدل أجرة العقار بأثر رجعي».

هدية عيد الميلاد
وأثارت عملية البيع غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون بيع أراضي القدس الشرقية وعقاراتها لليهود خيانة، ويخشون من شراء المستوطنين الإسرائيليين عقارات في القدس الشرقية، وأدى البيع إلى إزاحة بطريرك الأرثوذكس حينذاك إيرينيوس الأول، الذي حل محله ثيوفيلوس الثالث.

وانقسم المسيحيون الأرثوذكس في فلسطين وإسرائيل بين مؤيد ومعارض للبطريرك ثيوفيلوس الثالث الذي اتهمه البعض ببيع عقارات في مدن يافا وقيصارية والقدس وحيفا.

وبحسب المحامي حنا، ستنتظر المحكمة 30 يوما حتى يقدم المستوطنون لائحة دفاع ضد قرار التجميد، ويضيف «تحسن موقفنا كثيرا وقرار التجميد سيجعل القضية أصعب على المستوطنين»، لكن المحلل السياسي والباحث المتخصص في تاريخ أوقاف الكنيسة، أليف صباغ، يرى أن توقيت هذا القرار يخدم البطريرك ثيوفيلوس الثالث.

يقول أليف «تجميد القرار بتقديري يخدم البطريرك عشية احتفالات عيد الميلاد ليقدم نفسه كمنتصر ويعطيه تغطية وطنية»، ويرى أنه ليس واضحا ما إذا كانت المحكمة ستعيد النظر في إجراءات نقل العقارات أم ستنظر في قرار الملكية.

ويشير صباغ إلى تدخل سياسي محتمل من أجل إعادة العقارات للكنيسة لكن «سيكون المقابل عقارات قيمتها مضاعفة»، فيما قال مصدر من الجمعية الاستيطانية «عطيرت كوهنيم» إنهم واثقون من سيطرة المستوطنين على المواقع في النهاية.

ممنوع الترميم
وعلى بعد أمتار قليلة من فندق «إمبريال» المطل على ميدان عمر الخطاب، وحيث تنشط الحركة السياحية، يقع فندق «البترا»، العقار الثاني المتنازع عليه، ويتكون من أربع طبقات، وتطل شرفاته الشرقية على ما يعرف بـ«بركة البطريرك»، وكنيسة القيامة، والمسجد الأقصى.

ويحتوي الفندق على 40 غرفة، 20 منها فقط صالحة للتشغيل في ظل وضع متهالك لجميع مرافقه، الذي بدا درجه الخشبي مكسرا كما أرضية بلاطه، وجدرانه متشققة وتفوح منها رائحة الرطوبة، عوامل جميعها أدت إلى عزوف الزبائن عنه.

وتمنع السلطات الإسرائيلية أعمال ترميم الفندق إلى حين انتهاء القضية، وفق أحد ممثلي فندق البترا، ويقول مفضلا عدم الكشف عن اسمه «لدينا قرار محكمة بعدم الترميم، وأي مخالفة للقرار تعني السجن أو الإبعاد عن البلدة القديمة، أبعدت مرتين لفترات متفاوتة أطولها 3 أشهر».

وعن قرار المحكمة بتجميد قرار نقل العقارات يقول «كلهم كذابون، منذ العام 2004 وحتى اليوم ونحن ننتظر ونستمع للوعود، أنا أريد قرارا واضحا وصريحا مكتوبا في ورقة رسمية»، لافتا إلى أن قرار التجميد يعني أنهم «ربحوا معركة لكنهم لم يكسبوا الحرب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على سورية إلى 42 قتيلا
ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على سورية إلى 42 قتيلا
ارتفاع ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 32 ألفا و623 شهيدا و75 ألف إصابة
ارتفاع ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى 32 ألفا و623 شهيدا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم