أوقفت القوى الأمنية اللبنانية خمسة فتيان بينهم ثلاثة قاصرين، مساء السبت، لإزالتهم شرق بيروت لافتة لحزب «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون، قبل أن تعود وتفرج عنهم لاحقًا وفق محامين، إثر موجة انتقادات غاضبة.
وأفادت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان على صفحتها على «فيسبوك» أنه جرى «توقيف خمسة شبان من ضمنهم ثلاث قاصرين في حمانا من قبل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان على خلفية إزالة لافتة لمركز لـ«التيار الوطني الحر»، وجرى توقيف الشبان الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش من قبل مخابرات الجيش قبل أن يطلق سراحهم عند الساعة الثانية عشرة ليلًا بتوقيت غرينتش بعد أخذ إفاداتهم، وفق المصدر ذاته.
وأثارت القضية غضب الناشطين الذين انتقدوا على وسائل التواصل الاجتماعي توقيف أطفال، وكتب أحدهم «يسقط نظام يعتقل الأطفال»، وعلّق آخر «حين يهز طفل في الـ12 من العمر عرش الدولة، اعرف أن الدولة فاسدة».
وتداول ناشطون دعوات للمشاركة في تظاهرة الأحد تحت عنوان «أحد التمزيق»، وخلال أسابيع من الحراك الشعبي، أوقفت القوى الأمنية عشرات المتظاهرين قبل أن تطلقهم، وقد بدت آثار ضرب على عدد منهم.
ووثقت لجنة المحامين خلال الشهر الأول من التظاهرات توقيف 300 شخص بينهم 12 قاصرًا قبل أن يجري إطلاقهم خلال 24 أو 48 ساعة من توقيفهم. لكن لا تزال مجموعة من 11 شخصًا، بينهم قاصران، موقوفين في قضية اقتحام فندق في مدينة صور (جنوب) خلال الأسبوع الأول من الاحتجاجات.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. ويبدو الحراك عابرًا للطوائف والمناطق، ويتمسك المحتجون بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، لاتهامها بالفساد وبنهب الأموال العامة، ومنذ بدء الحراك الشعبي، تشهد أيام الأسبوع تحركات احتجاجية عدة، تشمل اعتصامات أمام مؤسسات رسمية ومصارف، ولكن عادة ما تحصل التظاهرات الأكبر والتي تملأ الساحات يوم الأحد.
وعلى وقع الاحتجاجات، أحيا عشرات آلاف اللبنانيين، الجمعة، الذكرى السادسة والسبعين لاستقلال الجمهورية بتنظيم «عرض مدني» بدلًا عن العرض العسكري التقليدي الذي بقي هذه السنة محصورًا في وزارة الدفاع، حيث واكبت التحركات المدنية أجواء احتفالية وحماسية لم تعهدها هذه المناسبة الوطنية سابقًا.
تعليقات