طلب وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي، أمس السبت، أن يتم سحب اسمه من التداول كأحد الأسماء المرشحة لرئاسة حكومة لبنان، وذلك بعد تسريبات حول احتمال تكليفه تشكيل حكومة، مما أثار غضب وسخرية المتظاهرين اللبنانيين الذين يطالبون في حراكهم المستمر منذ نحو شهر بإسقاط الطبقة السياسية بالكامل، متهمين إياها بالفساد والعجز عن حل الأزمات المعيشية.
وكشفت مصادر مقربة من الحكومة، مساء الخميس، عن اتفاق بين كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وحزب الله وحركة أمل، على تسمية محمد الصفدي (75 عاماً) رئيساً للحكومة الجديدة، وفق «فرانس برس».
لكنّ الصفدي قال في بيان، السبت: «ارتأيت أنه من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ إجراءاتٍ إنقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع»، مضيفا: «وعليه، أطلبُ سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة، وآمل أن يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد تشكيل الحكومة».
اقرأ أيضا: احتجاجات لبنان تتصاعد بعد مقتل متظاهر.. وقطع الطرق الرئيسية في البلاد
وفي وقت مبكر مساء الجمعة، تجمع محتجون أمام منزل الصفدي في بيروت اعتراضا على احتمال تكليفه، ووصفوه بأنه «فاسد».
وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت السبت، دعمها التظاهرات الاحتجاجية التي يشهدها لبنان، وقالت في تغريدة «ندعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلمية وتعبيره عن الوحدة الوطنية».
ودفع هذا الحراك الذي يشهده لبنان رئيس الوزراء سعد الحريري إلى الاستقالة في 29 أكتوبر، ولم تؤد المشاورات السياسية حتى الآن إلى تأليف حكومة جديدة.
ويتوقع أن يشهد الأحد تظاهرات كبيرة في مدن لبنانية عدة، لممارسة مزيد من الضغط على السياسيين.
والسبت، جالت حافلة سميت «بوسطة الثورة» مناطق لبنانية من الشمال إلى الجنوب، وانطلقت من عكار شمالا ووصلت مساءً الى مدينة صيدا جنوبا، وأكد المتظاهرون الذين شاركوا في هذه المبادرة أنها تهدف إلى كسر الحواجز الجغرافية والطائفية بين اللبنانيين وتجاوز آثار الحرب الأهلية (1975-1990).
تعليقات