أثارت تسريبات حول احتمال تكليف الوزير السابق محمد الصفدي رئاسة الحكومة اللبنانية غضب وسخرية المتظاهرين، الذين يطالبون في حراكهم المستمر منذ نحو شهر بإسقاط الطبقة السياسية بالكامل، متهمين إياها بالفساد وبالعجز عن حل الأزمات المعيشية.
وذكرت مصادر مقربة من الحكومة، رفضت الكشف عن اسمها، ووسائل إعلام محلية، ليلة أمس الخميس أن هناك اتفاقا بين كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، والتيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون وكل من حزب الله وحركة «أمل»، على تسمية وزير المالية السابق محمد الصفدي (75 عاما) رئيسا للحكومة الجديدة، وفق «فرانس برس».
وسرعان ما أثارت التقارير غضب المتظاهرين في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فاتهموا السلطات بعدم أخذهم على محمل الجد. وتظاهر العشرات ليلة أمس في بيروت وأمام مكتب الصفدي في طرابلس في شمال لبنان. ويتوقع أن تنظم تظاهرة في بيروت اليوم الجمعة ضد مقترح تسمية الصفدي رئيسا للحكومة.
وتناقل الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا للصفدي كتب عليها «هل تستهزئون بنا»؟
ويرأس الصفدي مجلس إدارة شركة شريكة في إنماء واجهة بيروت البحرية التي يرى المحتجون أنها جزء من الاعتداء على الأملاك البحرية العامة، إذ تنتشر على طول الشاطئ اللبناني مشاريع سياحية ومنتجعات عدد كبير منها يملكه سياسيون. وتقفل هذه المشاريع باب الوصول إلى البحر أمام عامة اللبنانيين.
ومنذ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر أمام غضب الشارع، لم تستجب السلطات لمطالب المتظاهرين، ولم يدع عون حتى الآن إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة. واقترح عون تشكيل حكومة «تكنو- سياسية» بينما يطالب المتظاهرون بحكومة اختصاصيين مستقلة بعيدا عن أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين.
والصفدي من أكبر الأثرياء في لبنان، ويتحدر من طرابلس المدينة التي يعاني 26% من سكانها من فقر مدقع، وشغل سابقا حقائب وزارية عدة أبرزها المالية (2011-2014) والاقتصاد (2009-2011).
تعليقات