تعتزم السلطات الجزائرية إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في 12 ديسمبر المقبل وسط أجواء غامضة وشكوك حول إجرائها في الموعد المحدد، إذ دعا الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح مساء الأحد الماضي الجزائريين إلى «صناعة تاريخ بلادهم والمساهمة جماعيا في حسن اختيار رئيسهم الجديد».
وترفض المعارضة إجراء الانتخابات في ظل استمرار الشخصيات المسؤولة في النظام السياسي الحالي، ويطالب المحتجون بـ«رحيل كل رموز النظام الذي حكم البلاد خلال العقود الأخيرة قبل أي انتخابات»، وسبق للمحتجين أن أفشلوا الانتخابات التي كانت مقررة في 4 يوليو الماضي، بحسب «فرانس برس».
دعوة عبد القادر صالح للتصويت في انتخابات ديسمبر كانت منتظرة، في ظل تأييد هذا الخيار من قبل رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، الرجل القوي في الدولة منذ استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في أبريل الماضي تحت ضغط الحركة الاحتجاجية الواسعة.
بن صالح يعلن 12 ديسمبر موعدًا لإجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر
عثمان معزوز، المتحدث باسم حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» العلماني المعارض، قال إن «رغبة النظام في المرور بقوة لن يكون لها أي تأثير إيجابي لدى ملايين الجزائريين الذين يواصلون التظاهر في الشارع منذ 22 فبراير».
سباق مع الزمن
ومنذ أسبوع، بدأت السلطة الانتقالية سباقا مع الزمن من أجل احترام الأجندة التي وضعها قايد صالح، عندما طلب ان يتم تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر، إذ قام البرلمان بالتصويت والمصادقة على قانون إنشاء السلطة المستقلة للانتخابات وتعديل قانون الانتخابات خلال فترة قياسية؛ لكن هذه الإجراءات التي يفترض أن تضمن شفافية الانتخابات لم تنجح في تهدئة المعارضة متمثلة في الحركة الاحتجاجية المطالبة بمؤسسات انتقالية تضطلع بدور تنظيم الانتخابات.
قاسي تانساوت، منسق اللجنة الوطنية من اجل إطلاق سراح المعتقلين، قال لـ«فرانس برس»: «نرفض هذه الانتخابات في الظروف الحالية. لا يمكن ان نسير ضد الإرادة الشعبية».
لجنة إطلاق سراح المعتقلين أّنشئت بنهاية أغسطس الماضي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الموقوفين خلال التظاهرات التي بدأت بمعارضة ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وهي الآن تعارض إجراء الانتخابات برموز نظامه الذي أكمل عشرين سنة في السلطة، حسب رؤيتها.
وتساءل تانساوت: «كيف يمكن ان نقبل بهذه الانتخابات بينما تم حبس مناضلين فقط قبل ساعات من إعلان موعد إجرائها؟»، مشيرًا إلى أن 22 متظاهرا أوقفتهم الشرطة قبل التظاهرة الكبرى يوم الجمعة بالعاصمة الجزائر، أودعوا الحبس المؤقت بتهمتي التحريض على التجمهر والمساس بأمن الدولة.
تظاهرة لمئات الطلاب في الجزائر رفضا لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام
ومن المتوقع أن تتواصل تظاهرات المحتجين على النظام يومي الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع؛ فيما تأمل المعارضة أن يتم تأجيل الانتخابات مثلما جرى في يوليو الماضي نتيجة غياب المرشحين كما أعلن وقتها المجلس الدستوري، أعلى هيئة قضائية في البلاد.
ولم تعلن أي شخصية بارزة رغبتها في الترشح، وعبر عدد من كبار الأسماء التي يفترض ترشيحها لما لها من ثقل سياسي عن معارضته لإجراء الانتخابات؛ بينما بدا رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس منافس بوتفليقة في انتخابات 2004 و2014، منفتحا على دخول السباق، وفق «فرانس برس».
تعليقات