Atwasat

موظفو إغاثة: تراجع عدد سكان مخيم الركبان السوري بعد حصار روسي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 28 يوليو 2019, 08:46 صباحا
WTV_Frequency

يقول موظفو إغاثة سوريون ودبلوماسيون وسكان إن عدد سكان مخيم الركبان الواقع في منطقة صحراوية تحميها الولايات المتحدة في جنوب شرق سورية تراجع إلى الربع، بعد أن كان يسكنه أكثر من 40 ألف شخص قبل خمسة أشهر بسبب تحركات روسية لوقف الإمدادات.

يسلط مصير المخيم وسكانه الذين يعيشون قرب قاعدة تديرها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قرب الحدود الأردنية - والعراقية الضوء على صراع روسيا والولايات المتحدة على النفوذ في المنطقة.

ويكشف أيضا نفس استراتيجية سنوات الحصار المرير الذي فرضته موسكو والقوات الحكومية السورية على المعاقل السابقة لقوات المعارضة من أجل إرغام مقاتلي المعارضة على الاستسلام. ومعظم سكان المخيم فروا من الغارات الجوية الروسية عندما قصفت موسكو بلدات في صحراء حمص الشرقية قبل عدة سنوات.

ويقول هؤلاء السكان إن تزايد الجوع والفقر نتيجة منع الإمدادات الغذائية أجبر معظم الناس على الرحيل. وقال محمود الحميلي وهو من الشخصيات البارزة في المخيم، والذي فر من حمص إن الوضع سيئ للغاية كما أن المواد الغذائية غير متوافرة.

وتقول موسكو إن واشنطن توفر ملاذا آمنا لمقاتلي المعارضة في منطقة فض الاشتباك تلك التي أنشأها البنتاغون على مساحة 55 كيلومترا، والتي تقع خارج نطاق حدود القوات السورية أو القوات الأخرى.

وفرضت القوات الروسية والسورية حصارا على المنطقة لمنع المهربين والتجار الذين يمرون عبر نقاط التفتيش من خلال تقديم رشى من توصيل المواد الغذائية الأساسية للمخيم.

وأقامت روسيا «ممرات إنسانية» تقول إنها تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم. ويقول الرجال الذين يعيشون في المخيم إنه في حالة مغادرتهم سيواجهون التجنيد في الجيش أو أسوأ من ذلك. وقالت مجموعة إيتانا البحثية البارزة المتخصصة في السياسة السورية والتي مقرها عمان وتجمع معلومات من مصادر مدنية وعسكرية إن آلاف النازحين فروا الآن من مخيم الركبان بسبب اليأس مجازفين بتعرضهم للاعتقال من قبل القوات السورية.

وقدرت المجموعة أنه حتى 23 يوليو كان يوجد نحو 11 ألف شخص بالمخيم مقابل 41 ألف شخص في فبراير حسب تقدير للأمم المتحدة. وتريد واشنطن الاحتفاظ بتواجد استراتيجي في منطقة قريبة من خط إمدادات مهم للأسلحة الإيرانية التي تدخل سورية من العراق. وتقول مصادر مخابرات إقليمية إن فصائل مدعومة من إيران تتحصن في الأراضي الصحراوية الشاسعة المحيطة بالمنطقة.

وقالت إيتانا إن المخيم يشهد حاليا أسوأ أوضاع في تاريخه مع مواصلة القوات الحكومية السورية وحليفتها روسيا تنفيذ خطة الموت جوعا أو الاستسلام لإرغام سكان المخيم على المغادرة. ويقول السكان إن واشنطن تخلت عنهم ويتهمون أيضا الأردن والأمم المتحدة بعدم بذل ما يكفي لحمايتهم.

وقال جيمس جيفري مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسورية لجريدة «واشنطن بوست» في 19 يوليو  «إذا قمنا بإطعامهم سيبدو الأمر كما لو أننا سنبقى هناك للأبد»، وأضاف «لا يمكننا الالتزام بوجود طويل الأجل في التنف أو في أي مكان آخر بسورية».

ويقول سكان إن ما يتراوح بين ستة آلاف وسبعة آلاف شخص على الأقل سيبقون لأنهم يواجهون مستقبلا غامضا على يد السلطات السورية إذا عادوا لديارهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وقال شكري شهاب المسؤول المحلي بالمخيم إنهم سيبقون حتى آخر نفس لأنهم يخشون مما ينتظرهم إذا عادوا إلى النظام.

ويفضل كثير من المتبقين نقلهم إلى آخر جيب لقوات المعارضة في شمال غرب سورية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المواد الغذائية أصبحت بالفعل شحيحة مما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وأضاف أنه يسعى للحصول على موافقة من دمشق لإرسال مواد إغاثة للسكان الذين ما زالوا في المخيم. وتفادى المكتب توضيحا من المسؤول عن تفاقم المعاناة الإنسانية لسكان المخيم.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في المقابر الجماعية بغزة
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في المقابر الجماعية بغزة
13 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. وغالانت يعلن شن «عملية واسعة»
13 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. وغالانت يعلن شن «عملية واسعة»
الإمارات تخصص 544 مليون دولار لمعالجة أضرار الأمطار
الإمارات تخصص 544 مليون دولار لمعالجة أضرار الأمطار
« برنامج الأغذية» يحذر من انزلاق غزة إلى المجاعة خلال 6 أسابيع
« برنامج الأغذية» يحذر من انزلاق غزة إلى المجاعة خلال 6 أسابيع
«حماس» تنشر مقطعا مصورا لأسير إسرائيلي يتهم نتانياهو بالفشل
«حماس» تنشر مقطعا مصورا لأسير إسرائيلي يتهم نتانياهو بالفشل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم