تجمع حشد ضخم أمام مبنى بلدية اسطنبول، الخميس، لحضور حفل تسلم مهام رئيسها الجديد أكرم إمام أوغلو الذي أدى فوزه بفارق كبير إلى تعزيز صفوف المعارضة للمرة الأولى منذ سنوات.
وقال إمام أوغلو أمام ساحة البلدية التي غطتها الأعلام التركية في المركز التاريخي للمدينة: «اليوم هو احتفال بالديمقراطية، احتفال باسطنبول».
ولم تنقل أي من قنوات التلفزيون التركية الرئيسة خطاب إمام أوغلو المسؤول في حزب الشعب الجمهوري الذي تسلم للمرة الثانية هذا العام مفاتيح المدينة بعد إلغاء أول انتخابات بلدية فاز فيها بناء على مزاعم بحدوث تزوير وشكاوى وجهها الرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم.
لكن فوزه كان حاسمًا لدى إعادة الانتخابات الأحد الماضي عندما اتسع الهامش من 13 ألف صوت في مارس إلى أكثر من 800 ألف صوت ضد مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم.
وقال إمام أوغلو «لقد أعطى شعب اسطنبول درسًا لحفنة من الناس الذين أرادوا إلحاق الأذى بالديمقراطية».
إردوغان تلقى خسارة مؤلمة في مسقط رأسه
ونجح إمام أوغلو البالغ من العمر 49 عامًا في حشد صفوف المعارضة خلفه عبر تجنب التصريحات التهجمية المعتادة بين الخصوم السياسيين في تركيا.
وقال إرول الذي كان بين المتجمعين أمام البلدية إنه «يتحدث بلهجة افتقدناها منذ سنوات. لهذا السبب نحن هنا».
ويبدو أن إردوغان الذي قال مرة إن «الفوز ببلدية اسطنبول يعادل الفوز بكل تركيا، قبل بالأمر الواقع، إذ قال لأعضاء حزبه الأربعاء «ليس لدينا ترف أن ندير أذنًا صماء... للرسالة التي بعث بها شعبنا».
تعتبر خسارة اسطنبول مسألة حساسة بشكل خاص لإردوغان الذي نشأ في أحد أحيائها الشعبية وبدأ حياته السياسية رئيسًا لبلديتها إبان التسعينات.
وتأتي على خلفية تباطؤ اقتصادي وتضخم مرتفع يقول المحللون إنه كان السبب وراء خسارة الحزب الحاكم بلديات مدن رئيسية بينها أنقرة في انتخابات مارس.
حزب إردوغان لا يزال الأكثر شعبية
مع ذلك، أظهرت النتائج أن حزب إردوغان لا يزال الأكثر شعبية على مستوى البلاد إذ لا يزال ينسب الفضل للرئيس في الازدهار الاقتصادي أوائل العقد الأول من القرن العشرين وأوصل الإسلاميين المحافظين إلى السلطة.
وكانت هناك مخاوف من أن تحاول الحكومة تقليص صلاحيات رؤساء بلدية المدن التي تديرها المعارضة.
وذكرت صحيفة جمهورييت المعارضة هذا الأسبوع أن أنقرة ألغت سلطة البلديات في تعيين رؤساء الشركات التابعة لها، لكن ذلك لم يتم تأكيده.
إلا أن أونال شفيقوز نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري قال لوكالة «فرانس برس» إن «اسطنبول مدينة كبيرة وميزانيتها كبيرة. من المحتمل أن يحاول إردوغان عرقلة مصادر تمويلها لكن... لديها العديد من الفرص للحصول على تمويلها الخاص».
تعليقات