في أول ردٍّ فعل للشارع الجزائري بعد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسميًا لولاية خامسة خرج مئات الجزائريين في احتجاجات ليلية بعدة ولايات تنديدًا بإعلان ترشح بوتفليقة والذي فوض مدير حملته اليوم الأحد لتقديم أوراق خوضه غمار الانتخابات الرئاسية.
و شهدت شوارع وأحياء بالجزائر العاصمة مسيرات سلمية انطلقت من الحي الشعبي باب الوادي إلى مقر البرلمان والبريد المركزي وسط تعالي هتافات تتحدى الرئيس المنتهية ولايته «لن تكون هناك عهدة خامسة يا بوتفليقة»دون تدخل من رجال الأمن، وجاء ذلك عقب لحظات من رسالته للناخبين التي تمسك فيها بالترشح لانتخابات 18 أبريل القادم.
وفي ولايات بجاية وقالمة وسكيكدة والبويرة وقسنطينة وبرج بوعريريج الواقع في شرق البلاد خرج أيضًا المئات من الجزائريين رفضًا لمقترحات بوتفليقة بإجراء انتخابات مبكرة في حال فوزه بالرئاسيات المقبلة. بالموازاة دعا نشطاء عبر موقع فيسبوك الجزائريين إلى التعقل والحكمة والتراجع عن الخروج في مسيرات ليلية تجنبًا لاحتمالات حالة الانفلات الأمني.
ولم يحضر بوتفليقة إلى المجلس الدستوري الأحد لتقديم أوراق ترشحه بنفسه بسبب وضعه الصحي حيث يخضع حاليًا للعلاج في جنيف بينما يلزمه الدستور بالحضور شخصيًا.
وتعهد الرئيس الجزائري في رسالة ترشحه للانتخابات الرئاسية، بالمكوث في السلطة عامًا واحدًا في حال فوزه، قبل أن يجري انتخابات مبكرة لن يترشح فيها، لكنها ستضمن انتقالًا سلسًا للسلطة. وقال في رسالة نقلها مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان الذي أودع ملف الترشح نيابة عنه، إن الندوة الوطنية للإجماع ستحدد تاريخ الانتخابات الرئاسية المبكرة.
وبخصوص الحراك الشعبي الرافض لترشحه، قال بوتفليقة «لقد نمت إلى مسامعي، وكلي اهتمام، آهات المتظاهرين، لا سيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا، غالبيتهم في عمر تطبعه الأنفة والسخاء اللذان دفعاني وأنا في عمرهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني المجيد، أولئك شباب عبروا عن قلقهم المشروع والمفهوم تجاه الريبة والشكوك التي حركتهم».
ويشكك معارضون جزائريون في جدية الرئيس الالتزام بوعوده مطالبين بالاستجابة الفورية لمطلب الشارع، وتأجيل الانتخابات الرئاسية أو انسحاب المترشح بدل تأجيل الاستجابة إلى مطالبهم. وبدا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يحشدون لعصيان مدني خلال الأيام القادمة، رفضًا لترشح المنتهية ولايته، وذلك بعدما استمرت المظاهرات على مدار الأيام الماضية.
تعليقات