غادر مرضى ومصابون من المدنيين جيب الغوطة الشرقية الذي تسيطر عليه قوات المعارضة في سورية، الثلاثاء، في أول عملية إجلاء طبية منذ أن بدأت قبل نحو شهر واحدة من أعنف الهجمات في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام.
وفي علامة أخرى على نجاح مهمة الحكومة لاستعادة كل الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب العاصمة، قام الجيش أيضًا بإجلاء مئات المقاتلين وأسرهم من جيب صغير منفصل تحت سيطرة المعارضة جنوب دمشق، وفق «رويترز».
وفي شمال البلاد على جبهة رئيسية أخرى، قال الجيش التركي إنه طوَّق مدينة عفرين في شمال البلاد، فيما يمثل تقدمًا كبيرًا للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد. كما قصفت القوات الحكومية منطقة تحت سيطرة المعارضة في الجنوب لليوم الثاني على التوالي، فيما قد يفتح جبهة جديدة في الصراع.
وتظهر التطورات كيفية تغير خريطة السيطرة في سورية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ تواصل تركيا وروسيا تحقيق مكاسب منذ انهيار دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كبير العام الماضي.
وتركَّـز الاهتمام الدولي في الأسابيع الأخيرة بشكل أساسي على محنة المدنيين في الغوطة الشرقية، حيث تعتقد الأمم المتحدة أنَّ 400 ألف شخص محاصرون تحت قصف عقابي، ومحرومون من الغذاء والدواء.
وقال شاهد إن نساء يحملن أطفالاً صغارًا، ورجالاً يسيرون مستندين إلى عكازين ومسنًّا على مقعد متحرك انتظروا عند مدرسة قريبة مع عشرات خرجوا عبر معبر الوافدين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنَّ أكثر من 150 مدنيًّا غادروا الغوطة الشرقية، يوم الثلاثاء، فيما استمرت الهجمات الجوية والقصف.
ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن حملة الجيش التي شملت غارات جوية وقصفًا مدفعيًّا أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 مدني في نحو شهر. وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد، الذي استعادت قواته السيطرة على معظم البلدات والمدن في غرب سورية المكتظ بالسكان، باستعادة السيطرة على كل شبر من البلاد.
وأصبح هجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية إحدى أكبر الهجمات في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن، وسيصبح فيما يبدو أكبر هزيمة لمقاتلي المعارضة منذ خسارتهم في حلب في العام 2016. وطالبت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، لكن موسكو ودمشق تقولان إنَّ ذلك لا يشمل جماعات«إرهابية» محظورة في الغوطة.
وعرضت موسكو ودمشق إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة الذين يوافقون على الانسحاب من المدينة، لكن حتى الآن قالت جماعات المعارضة الرئيسية إنها تعتزم البقاء والقتال حتى النهاية.
ممر آمن
ظهر أسلوب الحكومة الذي يعتمد على توفير ممر آمن لمقاتلي المعارضة الذين يوافقون على تسليم أراضٍ جليًّا، الثلاثاء، في منطقة القدم القريبة جنوب العاصمة، وهي واحدة من مناطق قليلة قرب دمشق لا تزال تحت سيطرة المعارضة إلى جانب الغوطة الشرقية.
وقال الإعلام الحربي التابع لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع دمشق إن حافلات نقلت نحو 300 مقاتل من جماعة «أجناد الشام» وأسرهم إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال.
تعليقات