نظمت مئات التونسيات مسيرة حاشدة أمس السبت إلى مقر البرلمان للمطالبة بالمساواة في الميراث ليفتحن الجدل من جديد حول موضوع يعتبر من المحظورات في العالم العربي.
وتونس واحدة من أكثر الدول العربية انفتاحًا في مجال تحرر المرأة وينظر إليها على أنها من قلاع العلمانية في المنطقة. ومنذ العام الماضي أصبح بإمكان التونسيات الزواج بأجنبي دون أن يعتنق بالضرورة الإسلام. ولكن رغم ذلك ظل موضوع المساواة في الميراث أمرًا بالغ الحساسية في المجتمع التونسي والعربي، وفق «فرانس برس».
وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي العام الماضي إن بلده يتجه للمساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل المجالات من بينها المساواة في الميراث. وأعلن السبسي تشكيل لجنة لمناقشة سبل تنفيذ المبادرة.
وفجرت كلمة السبسي آنذاك جدلًا واسعًا في عدة مجتمعات ومؤسسات عربية من بينها الأزهر في مصر الذي انتقد بشدة المقترح. وقال عباس شومان وكيل الأزهر الشريف في مصر إن دعوات التسوية بين الرجل والمرأة في الميراث تظلم المرأة ولا تنصفها وتتصادم مع أحكام الشريعة.
ورفعت المتظاهرات اللائي كان بصحبتهن عدد من الرجال أيضًا شعارات تطالب بالمساواة في الميراث من بينها « تونس دولة مدنية واللي ليك ليا (ماهو لك هو لي أنا أيضًا)» و«المساواة حق موش مزية».
وقالت كوثر بوليلة وهي ناشطة حقوقية ضمن جمعية النساء الديمقراطيات «صحيح إن النساء التونسيات متقدمات في مجال الحريات مقارنة بنساء العالم العربي ولكن نحن نريد أن نتقدم أكثر ونريد أن نكون مثل الأوروبيات لدينا كل حقوقنا..نريد فقط حقوقنا».
وأضافت «بعد الثورة كانت الصورة السائدة عن تونس هي صورة الإسلاميين المتطرفين والآن حان الوقت لنقول إن نضال الثورة الحقيقية هي المساواة التامة بين النساء والرجال».
تعليقات