بدأت مصر ثلاثة أيام من الحداد الوطني غداة مقتل 235 شخصًا داخل مسجد الروضة في شمال سيناء، في الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث، بينما يشن الجيش هجمات ضد العناصر التي نفذت الهجوم.
ونقلت «فرانس برس» عن شهود أن مسلحين فجروا عبوة ناسفة خارج المسجد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. ولم تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها عن الجهوم إلى الآن.
وتعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالرد «على هذا العمل بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين».
وقال إن «القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية ستقوم بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة». وأعلن الجيش بعدها شن غارات جوية في المنطقة التي تحارب فيها قوات الأمن فرع تنظيم «داعش» في سيناء.
وكان فرع «داعش» أعلن مسؤوليته عن ذبح اثنين من الشيوخ الصوفيين في شبه جزيرة سيناء في ديسمبر 2016. ونشر تنظيم «ولاية سيناء» في حينه صورًا لأحد عناصره يقطع بسيف رأس رجلين مسنين اتهمهما بأنهما «طاغوتان يدعيان علم الغيب». وقال أقارب سليمان أبو حراز، وهو شيخ صوفي في التسعينات من العمر، إنه أحد القتيلين.
وروى شهود أن مرتكبي الهجوم أحاطوا المسجد بسيارات رباعية الدفع وقاموا بزرع عبوة ناسفة خارجه. وقال آخرون إن المسلحين بدؤوا بإطلاق النار على المصلين الذين أُصيبوا بذعر وكانوا يحاولون الفرار، إلا أن المهاجمين أضرموا النار في سيارات متوقفة في المكان بهدف قطع الطريق.
وروى أحد الشهود أُصيب داخل المسجد لـ«فرانس برس» أن المسلحين «اقتحموا المسجد، وكان عددهم بين عشرة أشخاص وعشرين شخصًا، وكان عدد القتلى أكبر من الجرحى».
وتابع: «كانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية»، موضحًا أن المنطقة تقطنها غالبية من الصوفيين، وتعرض كثير من الأسر لتهديدات من مجموعات متطرفة.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الهجوم. وقال: «جريمة اليوم المروعة تؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف براء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف».
تعليقات