تكثف الحكومة التونسية من جهودها لمحاربة ظاهرتي التجارة الموازية والباعة المتجولين في العاصمة، عبر حملة واسعة النطاق.
وقال الكاتب العام المساعد للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي، رياض الرزقي، إن «الحملة ضد البيع الفوضوي ستتواصل في إطار جهود وزارة الداخلية لمحاربة التهريب والتجارة الموازية وتحت إشراف محافظ تونس (..) تصر على القضاء على مثل هذه الظاهرة التي تنخر الاقتصاد الوطني»، بحسب جريدة «العرب» الدولية.
وأضاف الرزقي: «تؤثر التجارة الموازية سلبًا على سمعة تونس ولا تعد شكلاً من أشكال الاستقرار الاقتصادي أو الأمني، خاصة ونحن نسعى إلى موسم سياحي ناجح يجلب السياح من كل العالم»، مؤكدًا أن «مناطق مهمة بالعاصمة تعاني من هذه الفوضى التي لها أضرار حتى من الناحية الجمالية للمدينة».
«التجارة الموازية ساهمت في ارتفاع معدلات الجريمة وباتت المناطق التي يرتكزون فيها بؤرًا للجريمة بسبب مواجهات حادة تنجم بين الباعة بين الفينة والأخرى»
وأشار إلى أن «التجارة الموازية ساهمت في ارتفاع معدلات الجريمة وباتت المناطق التي يرتكزون فيها بؤرًا للجريمة بسبب مواجهات حادة تنجم بين الباعة بين الفينة والأخرى».
واندلعت مواجهات الاثنين بين الباعة المتجولين بساحة العملة بالعاصمة وقوّات الأمن التي حاولت منعهم من بيع سلعهم إثر قيامهم بوقفة احتجاجيّة أمام مقرّ محافظة تونس. وقام عدد من الباعة برشق أعوان الأمن بالحجارة ما اضطرّهم إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، بحسب نقابة الشرطة البلدية.
وعانى الاقتصاد التونسي منذ اندلاع ثورة يناير عام 2011 من ظاهرة «البيع الفوضوي» والتجارة الموزاية ومن حالة عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وأيضا من سلسلة هجمات إرهابية حصلت في 2015 و2016 وألحقت أضرارًا بالغة بالسياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس.
وازدهرت في تونس ظاهرة «الاقتصاد الموازي والبيع الفوضوي» عقب إطاحة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي بسبب حالة الانفلات الأمني على الحدود التونسية.
وقال الخبير الاقتصادي معز الجودي إن «الحملة ضد الباعة الفوضويين حملة محمودة ومطلوبة وإن تأخرت بعض الشيء»، مؤكدًا أن «الاقتصاد الفوضوي يضر بالتجارة المؤطرة والمقننة التي يدفع فيها التجار خلالها أداءات وضرائب بصفة قانونية مقابل تنصل أصحاب التجارة الموزاية من واجبهم القانوني».
وأشار إلى أنها «ظاهرة غير صحية ولها تأثيرات على البيئة إضافة إلى تعطيل حركة الجولان بسبب كثرة الانتصاب بالشوارع».
حلول تقليدية
وأعلن محافظ تونس عمر منصور أن المصالح الجهوية والبلدية المختصة أعدت أماكن لحوالي 700 بائع متجول في خمسة فضاءات مخصصة لهم عقب بدء حملة كبرى لإزالة النقاط السوداء للمنتصبين وسط العاصمة.
ودعا منصور الباعة المتجولين إلى الالتزام بقرار البيع في الفضاءات المخصصة لهم. كما دعا أصحاب المحلات التجارية إلى الكف عن عرض بضاعتهم في الطريق أمام محلاتهم.
تعليقات