أقر البرلمان التونسي بأغلبية تعديلات تخفف من عقوبات قانون المخدرات المتشدد؛ تلبية لمطالب المجتمع المدني المتكررة لكلفته الاجتماعية «الباهظة» على كثير الشبان الذين يسجنون «بسبب سيجارة حشيشة»، وصوّت 133 نائبًا من 140 حضروا لصالح تعديل يجيز للقضاة الاجتهاد والأخذ في الاعتبار ظروفًا تخفيفية، وبالتالي تفادي سجن المتهمين في بعض الحالات.
وقال وزير العدل، غازي الجريبي، للنواب إن هذا الإجراء موقت «في انتظار استكمال النظر» في مشروع قانون يتضمن مراجعة شاملة، بحسب «فرانس برس». وقال المحامي غازي مرابط الناشط منذ فترة طويلة ضد هذا القانون على موقع فيسبوك «تم اجتياز مرحلة كبرى»، مؤكدًا أن «المجتمع المدني فاز بهذه المعركة الأولى، لكن النضال مستمر».
ويذكر أن «القانون 52» صدر العام 1992 أثناء حكم زين العابدين بن علي ونص على عقوبة السجن لعام على الأقل للإدانة بتهمة «استهلاك المخدرات»، ومنع القضاة من أخذ أي ظروف تخفيفية في الاعتبار، وأشارت اعتراضات في تلك الفترة إلى استغلال القانون لإسكات الأصوات المنتقدة. ومنذ ذلك الوقت تعمم تطبيقه وأدى إلى سجن آلاف الشبان سنويًا أغلبهم بسبب استهلاك الحشيشة.
وشكل تعديل القانون إحدى الوعود الانتخابية للرئيس الباجي قائد السبسي، لكن مشروع قانون لهذا الغرض ما زال يواجه عراقيل في البرلمان. أمام بطء التقدم في هذا الملف أعلن مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس التونسي في منتصف مارس أنه سيطرح على النواب مشروع تعديل جزئي واستثنائي للقانون، يتيح اجتهاد القضاة والأخذ في الاعتبار الظروف التخفيفية في الأحكام.
تعليقات