أعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه إطلاق مصطلح «الأقلياتِ» على المسلمين الذين يعيشون في دول لا يشكل المسلمون الغالبية فيها.
وقال الطيب في كلمة بمؤتمر لدار الإفتاء المصرية، نقلتها جريدة «الأهرام»، الاثنين: «هذا المصطلح وافد على ثقافتنا الإسلامية، ويحمل في طياته بذور الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد الأرض لبذور الفتن والانشقاق، بل يصادر على أية أقلية كثيرًا من استحقاقاتها الدينية والمدنية، مشيرًا إلى أن «الإسلام أقر معنى المواطنةِ الكاملةِ كما هو مقرَّر في وثيقة المدينة المنورة».
الطيب: الإسلام أقر معنى المواطنة الكاملة.. والأزمة سببها الخوف من التعامل مع الشريعة
واعتبر شيخ الأزهر أن العالم «يعيش أزمة حقيقية يدفع المسلمون ثمنها غاليًا حيثما كانوا وأينما وجدوا، نتيجة الخوف والإحجام من التعامل مع الشريعة التي نصفها بأنها صالحة لكل زمان ومكان».
ودعا إلى ضرورة أن تراعى الفتاوى أحوال المجتمعات، واختلاف الأعراف والعادات والثقافات واللغات والأجناس، مشددًا على أن «ترسيخ فقه المواطنة بين المسلمين في أوروبا، وغيرها من المجتمعات المُتعَدِّدة الهويات والثقافات - خطوةٌ ضرورية على طريق الاندماج الإيجابي الذي دعونا إليه في أكثرَ من عاصمة غربية».
ويرى شيخ الأزهر أن فقه المواطنة هو «السد المنيع أمام الذرائع الاستعمارية التي دأبت على توظيف الأقليات في الصراعات السياسية وأطماع الهيمنة والتوسُّع».
وعبَّر الطيب عن ضيقه مما سماه «ظاهرةِ فوضى تعدُّدِ الزواجِ، وفوضى الطلاقِ أيضًا»، موضحًا: هذه الظاهرةِ تعتبر جورًا على حق الزوجة، وتشريدًا يُدمِّرُ حياةَ الأطفالِ، وضياعًا يُسْلمهم إلى التمرُّدِ والإجرامِ، لا أدعو إلى تشريعاتٍ تُلغي حقَّ التعدُّدِ، بل أرفُضُ أيَّ تشريعٍ يَصدِمُ أو يَهدِمُ تشريعاتِ القرآنِ الكريمِ أو السُّنَّةِ المُطهَّرةِ، أو يَمسُّهمَا من قريبٍ أو بعيدٍ».
وواصل: «الجورَ على الزوجةِ جريمةٌ تَفوقُ جريمةَ الزنى، فالزنى ضررٌ أصغرُ بالقياسِ إلى ظلمِ الزوجةِ الذي هو ضررٌ أكبر».
تعليقات