تضاربت الأنباء عن وضع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فبينما أكد مصدر بالرئاسة اليمنية هروب الرئيس، نفى مساعدان له هذا الأمر، وتمكن الحوثيون من اعتقال وزير الدفاع في وقت حركت فيه السعودية قواتها قرب الحدود.

وأكد مصدر أمني في الرئاسة اليمنية لوكالة «فرانس برس»، الأربعاء، أن الرئيس المعترف به دوليًا غادر مدينة عدن التي يحاصرها المسلحون الحوثيون إلى خارج البلاد.

وقال المصدر: إن «الرئيس هادي غادر عدن إلى خارج البلاد»، مشيرًا إلى أنه «غادر على متن مروحية من قصر المعاشيق الرئاسي».

وأكدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمر ذاته دون أن تذكر تفاصيل عن وجهته.

تضارب
ورغم نفي مساعدين للرئيس اليمني هروبه وقولهما إنه لايزال في عدن ولا يعتزم الرحيل، وفقًا لـ«رويترز»، قالت مصادر لـ «سكاي نيوز عربية» إنه غادر رفقة إحدى البعثات الدبلوماسية.

وغادرت البعثة الدبلوماسية المصرية اليمن، اليوم الأربعاء، في ظل تردي الأوضاع الأمنية في البلاد.

ودعت مصر بشكل رسمي الرئيس هادي لحضور القمة العربية الـ26 المقرر عقدها في منتجع شرم الشيخ 28 مارس الجاري، وأفاد مراسل شبكة «سكاي نيوز عربية» بأن الحوثيين اعتقلوا وزير الدفاع محمود الصبيحي وشقيق الرئيس اليمني.

تقدم حوثي
وزادت الشبكة ذاتها بأن مسلحين من جماعة الحوثي تمكنوا من السيطرة على قاعدة «العند» الجوية في محافظة لحج جنوب البلاد، وهي قاعدة استخدمتها القوات الأميركية في ضرب مسلحي تنظيم القاعدة.

وسحبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، 100 من عسكرييها من القاعدة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.

وذكرت تقارير إعلامية أن المسلحين قاموا بعمليات نهب واسعة للسلاح الموجود في تلك القاعدة، فيما ذكر موقع «يمن برس» المحلي أن جميع القوات التي اقتحمت القاعدة، ترتدي زي قوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي – سابقًا»، وأنها وصلت برفقة ثلاث دبابات فقط، فضلاً عن الأسلحة الخفيفة ورشاشات متوسطة.

مصادر ترجح مغادرة الرئيس اليمني البلاد رفقة بعثة دبلوماسية في وقت سحبت فيه مصر بعثتها لتردي الأوضاع الأمنية

وقتل 12 مسلحًا حوثيًا في اشتباكات مع اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي شمال محافظة الضالع، بينما تدور اشتباكات عند المدخل الشمالي لمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية.

وفي سياق متصل، نقلت تقارير إعلامية قيام مجموعات من المسلحين الحوثيين، بمهاجمة معسكر «لبوزة» بالدبابات، وراجمات الصواريخ، بإسناد من قوات الجيش الموالية لهم، كما أشارت التقارير إلى أن قبائل الزريقة أسرت 15 حوثيًا في تعز.

وفي تعز أيضًا، أطلق المسلحون الحوثيون النار والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة حاشدة ضدهم.

وسيطرت جماعة الحوثيين على بلدة كرش شمال مدينة عدن اليمنية، بعد وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الثلاثاء.

وطالب هادي مجلس الأمن الدولي بدعم أي عمل عسكري تقوم به «الدول الراغبة» في التصدي لتقدُّم الحوثيين.

وقال في رسالة وجهها، أمس الثلاثاء: «واجهت كل جهودنا من أجل تسوية سلمية الرفض المطلق من قبل الحوثيين الذين يواصلون عدوانهم لإخضاع بقية المناطق الواقعة خارج سيطرتهم، هناك قوافل عسكرية تتَّجه لمهاجمة عدن وبقية الجنوب» وفق «رويترز».

تحذير مصري
وقال شهود إن المقاتلين الحوثيين دخلوا «المخاء»، ليل الاثنين، وهي آخر ميناء يمني على البحر الأحمر جنوبًا قبل مضيق باب المندب بـ 80 كيلومترًا، وأضافوا أن «وحدات من الجيش اليمني المنقسم رافقتهم»، وفق ما ذكرته الوكالة ذاتها.

وفي فبراير الماضي، أكد رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، أن مصر لن تقبل إغلاق مضيق باب المندب في اليمن بأي حال من الأحوال، وستتدخل عسكريًا إذا تم ذلك.

ورجح مسؤولون أمنيون أن يكون دافع الحوثيين من دخول المخاء هو الوصول إلى طريق ساحلي يربط المدينة بعدن التي تبعد 260 كيلومترًا، وليس السيطرة على المضيق.

تحرُّك سعودي
في سياقٍ متصل، أعلن مسؤولون أميركيون أنَّ السعودية تحرِّك معدات ثقيلة باتجاه حدود اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة اليمنية ومدينة تعز وسط البلاد.

ووصف مصدر حكومي أميركي حجم الحشد العسكري السعودي على حدود اليمن بـ«الكبير».

وقال أمس الثلاثاء إنَّ السعوديين ربما يستعدون لشنِّ ضربات جوِّية للدفاع عن الرئيس، عبد ربه هادي منصور، إذا هاجمه الحوثيون في مدينة عدن جنوب البلاد.