Atwasat

لاجئو سورية.. بين رصاص الحرب وسهام البرد القارس

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 20 يناير 2015, 07:41 مساء
WTV_Frequency

يعيش اللاجئون السوريون أيامًا ليست هي الأولى من حيث البؤس والدمار، فبعد فرارهم من آلة الحرب القاتلة وسط المواجهات الأهلية في الداخل، يُواجهون في الخارج رصاصات البرد القارس المميتة هي الأخرى، وإنْ كان موتًا بطيئًا، إذ عاش اللاجئون في وادي البقاع أيامًا أكثر قسوةً حين اجتاحت عاصفة ثلجية لبنان الأسبوع الماضي، إذ ظل يرتجفون طوال الليل من البرد في خيامهم المصنوعة من البلاستيك.

وبعد أربع سنوات من معاناة الشتاء والتشرد، يقبل اللاجئون في مخيم يكسوه الجليد قرب الحدود أي حل بين الأطراف المتصارعة في سورية حتى يعودون إلى ديارهم.

علي عبدالعزيز أحد قاطني الخيام يقول لـ«رويترز»: «هنا أناس لا يملكون أي أجهزة تدفئة ويحرق البعض الأحذية بل حتى المواد التي تصنع منها الخيام ليشعروا بالدفء»، مبديًا تخوفه من أثر الدخان المنبعث عن حرق مواد صناعية على صحة سكان المخيم.

وتكشف معاناتهم عن الثمن الباهظ الذي يدفعه البشر في هذا الصراع الذي شرَّد تقريبًا نحو نصف الشعب السوري. وبعد وصول الجهود الدبلوماسية إلى طريق مسدود حلّ اليأس محل الآمال التي ثارت مع اندلاع انتفاضة عام 2011 ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

هرب عبدالعزيز «45 عامًا» من ريف دمشق إلى لبنان في أبريل الماضي وهو يقول إنَّ الحكومة ومقاتلي المعارضة فشلوا في وقف معاناة الناس. وقال: «العملية السياسية متعثِّرة، والفصائل تشجع بعضها بعضًا على القتال وتلك الألاعيب السياسية تطيل الحرب».

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أنَّ العاصفة الثلجية «زينة» التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي تسبَّبت في وفاة طفلة من اللاجئين وأبيها في لبنان أثناء محاولتيهما عبور الحدود. وأشارت وكالات إغاثة إلى أنَّ حياة سبعة ملايين طفل شرّدتهم الحرب مهددةً بسبب الشتاء القارس في سورية والدول المجاورة.

وأضاف الائتلاف السوري المعارض أنَّ عشرة لاجئين سوريين تجمّدوا حتى الموت في لبنان؛ بسبب العاصفة التي اقتلعت الأشجار وسدت الطريق الرئيسية.

ويستضيف لبنان نحو 1.5 مليون سوري وهو ما يعني أن المخيمات اللبنانية هي الأزحم على الإطلاق في العالم. وشدَّدت الحكومة اللبنانية الشهر الجاري من شروط عبور اللاجئين قائلة إنها لا تستطيع تحمل المزيد من الضغط. ويعيش عدد كبير من اللاجئين في عشوائيات مثل مخيم بار إلياس على بعد نحو 20 كيلومترًا من الحدود. ويعيش البعض على أقل القليل في مجرد خيام مصنوعة من ألواح خشبية انتزعت من لوحات الإعلانات مغطاة بالبلاستيك والبعض لديه أطباق أقمار صناعية وأفران محمولة.

عدد كبير من سكان المخيم كانوا مزارعين في ريف حلب، يشيرون إلى أنّ المناطق التي كانوا يعيشون فيها انتقلت مرات عدة بين أيدي الجماعات المسلّحة والقوات الحكومية. ويدعو اللاجئ عبدالله محمد «45 عامًا»، في حديث للوكالة، خلال صلاته أنْ يصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار في حلب.

وتابع محمد: «نحن مع السلام.. أي وقت يعلنون فيه وقف العمليات العسكرية ويستطيع الناس أن يعيشوا في أمان لن يبقى منا أحد في لبنان». ويستطرد: «لا فرق بين المعارضة والموالين للأسد. بلدنا دُمِّر ولا نلقى أي مساعدة من أحد».

وبينما كان يتحدّث كان الأطفال يتحركون وسط الجليد وقد أحمرت أنوفهم من البرد بعضهم كان يرتدي أحذية بلاستيكية عالية الرقبة والبعض الآخر يرتدي صنادل مفتوحة ولا يرتدون معاطف. كانت الأسر تكسح المياه المتسربة إلى الخيام وتلقي بها في ممرات طينية يمتلئ بها المخيم.

لاجئة في الأربعينات من عمرها تسمى دلال الحجي قالت إنَّ المياه بدأت تتسرّب إلى الخيام، وأمسكت بثوب خفيف قائلة: «هذا كل ما أملك.. ملابس صيفية». وأشار زوجها فيصل «60 عامًا» إلى الصندل الذي كان يرتديه وقد غمرته المياه.

لاجئو سورية.. بين رصاص الحرب وسهام البرد القارس
لاجئو سورية.. بين رصاص الحرب وسهام البرد القارس
لاجئو سورية.. بين رصاص الحرب وسهام البرد القارس

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجموعة السبع تستنكر «العدد غير المقبول من المدنيين» للشهداء في غزة
مجموعة السبع تستنكر «العدد غير المقبول من المدنيين» للشهداء في ...
مجموعة السبع تتعهد «بتعزيز وسائل الدفاع الجوي» لكييف
مجموعة السبع تتعهد «بتعزيز وسائل الدفاع الجوي» لكييف
بلينكن: واشنطن لم تشارك في أي عمل هجومي على إيران
بلينكن: واشنطن لم تشارك في أي عمل هجومي على إيران
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق في رفح»
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق ...
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم