ردّ الأفارقة بغضب واستياء الجمعة على تصريحات نقلتها وسائل الإعلام نُسبت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهاجم فيها دولًا أفريقية عدة وهاييتي واصفًا إياها بأنها «حثالة».

وقالت إبا كالوندو الناطقة باسم رئيس الاتحاد الأفريقي لـ«فرانس برس» الجمعة «هذا ليس جارحًا فحسب، باعتقادي، للشعوب ذات الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، وإنما بالتأكيد للمواطنين الأفارقة كذلك».

وأضافت: «إنه جارح أكثر بالنظر إلى الحقيقة التاريخية لعدد الأفارقة الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة كرقيق».

وتابعت: «الأمر أيضًا مفاجئ جدًا لأن الولايات المتحدة تبقى مثالًا إيجابيًا جدًا للطريقة التي يمكن أن تنبثق فيها أمة من الهجرة».

كما وصفت ما نُقل عن ترامب بأنه «تصريح يثيرغضبًا كبيرًا ويتنافى تمامًا مع السلوكيات والممارسات المقبولة».

وكتب بطل العالم السابق في ألعاب القوى برنارلاغا الذي يحمل الجنسية الأميركية منذ 2004 على تويتر «أنا ابن قارة عريقة اسمها أفريقيا وفخور بذلك».

وأضاف: «إن إرثي متجذر بعمق في جذوري الكينية. سيد ترامب، أفريقيا ليست مكانًا قذرًا».

وإذ عبّروا عن استيائهم من الملياردير الذي بات رئيسًا، تقاسم كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لناطحات سحب حديثة أو مشاهد رائعة عن بلدانهم.

وكتب الغاني إدمون برايم ساربونغ على موقع فيسبوك «سيد ترامب، سأرافقك يومًا إلى بلد حثالة اسمه غانا».

وأضاف «المحطة الأولى ستكون قصر أوسو ثم قصر إيلمينا ومن ثم أكثر من أربعين قلعة استخدمت لاعتقال نحو ثلاثين مليون عبد ضربوا واقتيدوا بحرًا (إلى القارة الأميركية). ولاحقًا، سأروي لك تاريخ أفريقيا وكيف حولها أناس مثلك إلى قارة حثالة».

وصرح المعلق السياسي الكيني باتريك غاتارا لوكالة «فرانس برس» أن تصريحات ترامب لا تنطوي على «أي جديد» من جانب إدارة أميركية «عنصرية وجاهلة».

وقال «هذا لا يختلف عمّا تقوله هوليوود أو وسائل الإعلام الغربية عن أفريقيا منذ عقود. وما يشكل إهانة أكبر هو نفاق جميع من يدينون ترامب، علمًا بأنه ينبغي إدانته، من دون النظر إلى لهجتهم وسلوكهم».

ودعا الناشط الكيني بونيفاس موانغي عبر تويتر إلى «عدم الخلط بين حثالة القادة الذين ننتخبهم نحن الأفارقة وقارتنا الجميلة»، مضيفًا «أنّ قارتنا مباركة لكن (مسؤولين) إمبرياليين اغتصبوها بالتعاون مع قادتنا الحثالة منذ أجيال».

وفي جنوب أفريقيا، اعتبر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم أن تصريحات ترامب «مهينة للغاية»، فيما وصفها أتني ويك اتني المتحدث باسم رئيس جنوب السودان الذي يشهد حربًا منذ ديسمبر2013 بأنها «شائنة».

في المقابل، أكدت مواطنة سودانية جنوبية تقيم في جوبا لـ«فرانس برس» أن تصريحات ترامب «في محلها تمامًا» وقالت «يوجهون إلينا إهانات مماثلة بفضل قادتنا الأفارقة».