Atwasat

تشييع 15 امرأة من ضحايا «التدافع المميت» في المغرب

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 21 نوفمبر 2017, 12:20 مساء
WTV_Frequency

شُيعت بالأمس 15 امرأة قضين في تدافع أثناء توزيع مساعدة غذائية في بلدة نائية في المغرب، واللائي دفن في منطقة الصويرة جنوب غرب المملكة، وفق وكالة «فرانس برس».

ونقلت الوكالة الفرنسية أن رجلاً تحدث إلى مراسلها «وهو يحاول تمالك دموعه»، بعد أن وارى جثمان زوجته التي توفيت في التدافع الذي وقع الأحد في سيدي بولعلام الريفية الفقيرة الواقعة على بعد 60 كلم شمال شرق مدينة الصويرة، وقال: «إنها مأساة (..) لم أتناول طعامًا منذ يومين وأكتفي بشرب الماء».

وكانت زوجة هذا الرجل مع مئات من النساء من أعمار مختلفة، قصدن الأحد ساحة سوق البلدة للاستفادة من توزيع سلال من الطحين والزيت والسكر في عملية ينظمها سنويًا إمام من الدار البيضاء، وأدت عملية تدافع بين الحشد إلى وفاة 15 امرأة، وإصابة عشر نساء أخريات بجروح.

وفتح تحقيقان قضائي وإداري لتحديد ملابسات الواقعة.

ومساء الاثنين، تجمع أكثر من مئة شخص في ساحة بوسط الصويرة للتنديد بـ«ازدراء الفقراء» والتعبير عن تضامنهم.

رد السلطات المغربية

من جهتها، أكدت السلطات المغربية أنها اتخذت جميع الإجراءات لتفادي مثل هذه المأساة. وأصدر العاهل المغربي الاثنين وفق ما أفادت وزارة الداخلية، تعليماته بـ«التأطير الصارم لعمليات» توزيع المساعدات على الأهالي الفقراء.

وأوضح بيان وزارة الداخلية أنه سيتم الاستماع لوالي الصويرة في إطار التحقيق القضائي الجاري.

وقال طبيب شرعي - فضل عدم كشف اسمه- في مشرحة مستشفى الصويرة إن الجثث «بحالة مزرية» مع «كسور وتورمات هائلة».

ونقلت الوكالة الفرنسية عن مجيد الأربعيني الذي قدم من الدار البيضاء حيث يعمل: «تعرفت بصعوبة على والدتي».

وفي مشرحة الصويرة، لم تفلح رائحة البخور في الحد من الروائح المنبعثة من الجثث التي وضعت في أغطية. وقدم أفراد الأسر صباح الاثنين للتعرف على أقاربهن وتسلم وثيقة وفاة.

ونقلت سيارات إسعاف تحت الحراسة الجثامين لدفنها في مقابر المنطقة. وتكفل العاهل المغربي الملك محمد السادس بنفقات الجنازات وعلاج الجريحات.

مأساة لا سابق لها

نقلت أيضًا الوكالة الفرنسية عن «حبيبة»، التي فقدت شقيقتها الكبرى في الحادثة: «شقيقتي عمرها 57 عامًا كانت تحاول الحصول على زيت وطحين لكن كان هناك الكثير من الناس، وقعت شقيقتي ودهست تحت الأقدام».

«مجيد»، وهو أحد السكان القدامى، غادر صغيرًا سيدي بولعلام التي يقطنها ثمانية آلاف نسمة ويعيش سكانها على تربية الماشية بعيدًا عن التنمية التي تشهدها المدن المغربية الكبرى مثل معظم المناطق الريفية في المملكة، قال وفق «فرانس برس»: «وضع الناس هنا صعب ليس هناك زراعة ولا عمل».

وكان تقرير رسمي نشر بداية أكتوبر 2017 وصف استمرار حالة الفقر الكبير في الأوساط الريفية والمناطق المعزولة من المملكة التي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة. وكتب موقع «ميديا 24» الإخباري، أن «يوم 19 نوفمبر 2017 سيبقى في تاريخ المغرب باعتباره يوم مأساة لا سابق لها (...) المسؤول الأخير معروف ويجب أن يسمى باسمه، أنه الفقر».

وعنونت «أخبار اليوم» في صفحتها الأولى «عار». ونشرت على موقعها على الإنترنت لائحة أسماء وأعمار «شهيدات الطحين» وتراوحت أعمارهن بين 32 و80 عامًا ومعظمهن أمهات.

أما السلطات المحلية فقد اعتبرت أن البؤس لا علاقة له بالمأساة. وقال مصدر في الإدارة المحلية طلب عدم كشف هويته «بالإضافة إلى المحتاجين كان هناك رعايا لا يحتاجون لشيء وأتوا للاستفادة أو حتى بغرض المضاربة لأخذ مساعدة ثم بيعها».

ودعت وزارة الداخلية في بيان إلى «عدم المزايدة بحاجات أشخاص محتاجين أو تضخيمها».

وقالت فاطمة من سكان سيدي بولعلام «إنها مشكلة تأطير وتنظيم. الناس هنا فقراء لكن لا أحد يموت من الجوع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«ناتو» يطلب دفاعات جوية عاجلة لأوكرانيا
«ناتو» يطلب دفاعات جوية عاجلة لأوكرانيا
تحطم مروحية عسكرية في كينيا على متنها قائد الجيش
تحطم مروحية عسكرية في كينيا على متنها قائد الجيش
بولندا توقف رجلاً متهمًا بالتواصل مع الروس لاغتيال زيلينسكي
بولندا توقف رجلاً متهمًا بالتواصل مع الروس لاغتيال زيلينسكي
روسيا تعلق على توقيف شخصين متهمين بالتجسس لصالحها في ألمانيا
روسيا تعلق على توقيف شخصين متهمين بالتجسس لصالحها في ألمانيا
مقتل قائد الجيش الكيني وتسعة ضباط كبار في تحطم مروحية
مقتل قائد الجيش الكيني وتسعة ضباط كبار في تحطم مروحية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم