Atwasat

بعيدًا عن «غوام».. من يشعل المواجهة النووية المحتملة بين أميركا وكوريا الشمالية؟

القاهرة - محمد نعيم: بوابة الوسط الخميس 10 أغسطس 2017, 09:40 مساء
WTV_Frequency

وصلت التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ حد التهور، حينما توعَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«سحق» كوريا الشمالية على خلفية تهديدات الأخيرة باستهداف منشآت عسكرية أميركية في جزيرة «غوام».

وفيما اعتبرت حكومة بيونغ يانغ تهديدات الرئيس الأميركي ووزيري خارجيته ودفاعه «شحنة من الهراء» بحسب شبكة «CNN»، عكست تقديرات منسوبة إلى الاستخبارات العسكرية الأميركية «DIA» استعداد كوريا الشمالية لمواجهة نووية محتملة مع الولايات المتحدة، وقالت تلك التقديرات «إن كوريا الشمالية صنعت رؤوسًا حربية نووية مصغرة».

وإذا كان هذا السجال محصورًا في تهديدات متبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ، فالنظرة الشمولية تؤكد ضلوع أطراف دولية أخرى في النزاع، لاسيما في ظل تسريبات نشرها مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وأكد فيها أن «النزاع الآني يتعلق بتطورات دولية، تخص تعميق علاقات كوريا الشمالية لاسيما مع إيران»، فقبل يوم واحد فقط من تغريدة ترامب التي هدد فيها بـ«سحق» كوريا الشمالية، أنهى ثاني أقوى رجل في بيونغ يانغ، رئيس برلمان كوريا الشمالية، كيم يونغ نام، زيارة استغرقت عشرة أيام لإيران.

مركز أبحاث إسرائيلي: النزاع الآني يتعلق بتطورات دولية، تخص تعميق علاقات كوريا الشمالية لاسيما مع إيران

مراسم حفل تجديد ولاية الرئيس الإيراني
وأوضحت التسريبات الإسرائيلية أن سبب الزيارة المعلن هو المشارَكة في مراسم حفل تجديد ولاية الرئيس الإيراني حسن روحاني، وتدشين مبنى سفارة كوريا الشمالية الجديد في طهران، لكن الجانب السري للزيارة هو اصطحاب الضيف الكوري وفدًا عسكريًّا كبيرًا، لإجراء مباحثات شاملة مع أقطاب الصناعات النووية والصاروخية في طهران، ومع قيادات الحرس الثوري الإيراني في محاولة لتوسيع نطاق حجم التعاون الإيراني - الكوري الشمالي في المجال النووي والصاروخي.

لم تكن إيران بمفردها محورًا للتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإنما ظهرت اليابان هي الأخرى في المشهد، حينما أصدرت قبل أيام ما يعرف بـ«الكتاب الأبيض»، الذي أعدته وزارة الدفاع في طوكيو، وحذرت فيه اليابان من تنامي التهديدات النووية لكوريا الشمالية، وأشار الكتاب الذي يتألف من 500 صفحة إلى أن حكومة بيونغ يانغ باتت تمتلك بالفعل قدرات نووية هائلة، لكن الخلاف بين الخبراء اليابانيين يتمحور فقط حول توقيت بلورة كوريا الشمالية تلك القوة وتحويلها إلى قدرات على الأرض.

وقتٌ طويلٌ للانتهاء من تلك الخطوة
ووفقًا للخبراء الذين اعتمد عليهم «الكتاب الأبيض» فإنه «لم يعد أمام كوريا الشمالية وقتٌ طويلٌ للانتهاء من تلك الخطوة»، لكن خبراء يابانيين آخرين يعتقدون «أن كوريا الشمالية تحتاج إلى سنوات لتطوير قوتها النووية، والجزم بأنها تستطيع إطلاق صواريخ تحمل رؤوسًا نووية».

ترامب: أول أمر أصدرته كرئيس هو تحديث ترسانتنا النووية. إنها اليوم أقوى وأكثر فعالية من أي وقت مضى

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد، الأربعاء، أن الترسانة النووية الأميركية هي اليوم «أقوى من أي وقت مضى» في تحذيرات جديدة لكوريا الشمالية. وقال ترامب في تغريدة: «كان أول أمر أصدرته كرئيس هو تحديث ترسانتنا النووية. إنها اليوم أقوى وأكثر فعالية من أي وقت مضى»، ثم أضاف: «نأمل أن لا نضطر يومًا إلى استخدام هذه القوة».

لكن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، هدد كوريا الشمالية هو الآخر الأربعاء بقوله إن الرئيس دونالد ترامب استخدم لغة «سيفهمها كيم جونغ-أون» عندما توعد بيونغ يانغ «بالنار والغضب» بسبب برنامجيها الصاروخي والنووي.

وبحسب «فرانس برس»، قال تيلرسون: «ما يقوم به الرئيس هو توجيه رسالة قوية لكوريا الشمالية سيفهمها كيم جونغ- أون، لأنه يبدو أنه لا يفهم اللغة الدبلوماسية».

وكان تيلرسون يتحدث للصحفيين على متن الطائرة التي تقله إلى جزيرة «غوام»، التي حذرت كوريا الشمالية بأنها تدرس خططًا لضرب منشآت عسكرية أميركية فيها.

كوريا الشمالية والرؤوس النووية المصغرة
على الصعيد ذاته، رجَّح محللو المخابرات الأميركية أن كوريا الشمالية صنعت رؤوسًا حربية نووية مصغرة، بحسب مصادر متعددة على دراية بتحليل برنامج كوريا الشمالية الصاروخي والنووي. وأضافت المصادر أنه لا يُعتقد أن هذه القدرة قد اُختُبرت بعد، بحسب شبكة «CNN».

تحليل وكالة المخابرات العسكرية: نحن بحاجة إلى أن نكون على استعداد للتعامل مع تهديدات كوريا الشمالية

وقال مسؤول أميركي إن هذا التقييم لم يُجمع عليه مجتمع الاستخبارات بأكمله، فيما قالت جريدة «واشنطن بوست»، التي كانت أول مَن نشر التفاصيل، إن هذا هو تحليل وكالة المخابرات العسكرية (DIA). وأشار المسؤول الأميركي إلى مزاعم رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، التي افتخر فيها بالبرنامج، قائلاً: «علينا أن نأخذها على محمل الجد، ونحن بحاجة إلى أن نكون على استعداد للتعامل مع ذلك».

ويقول المسؤول ذاته إن هذه القصة تتعلق «بالتقييم» ولا يزال يتم صقلها، مع استمرار جميع عناصر الحكومة في المشاركة بتقييماتها في كل وقت، بينما يجمعون مزيد المعلومات الاستخباراتية. ويرى المسؤولون أن الأدلة تشير إلى أن كوريا الشمالية تحرز تقدمًا في هذا الاتجاه، والسؤال أصبح أقرب إلى «متى» وليس «ما إذا».

وقال أحد المسؤولين إن السبب وراء وجوب أخذ هذا التقرير على محمل الجد، هو أنهم «شاهدوه يتقدم للأمام»، في البرنامج (الصاروخي والنووي)، ولا يوجد أي مؤشر على تراجعه عنه.
ودخلت كوريا الجنوبية هي الأخرى على الخط، حينما حثت توأمتها الشمالية على الكف عن أي أعمال تزيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقالت سول إنها ستسلك جميع الطرق الممكنة لحل هذه التوترات بالتعاون مع دول أخرى، بحسب «رويترز».

جاءت هذه التصريحات على لسان بارك سو-هيون الناطق باسم القصر الرئاسي (البيت الأزرق) في مؤتمر صحفي عقب اجتماع عقدته اللجنة الدائمة لمجلس الأمن القومي التابعة للبيت الأزرق لمناقشة الأحداث الأخيرة.

ورفضت كوريا الشمالية، الخميس، تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إن كوريا الشمالية ستواجه «نارًا وغضبا»، إن هي هددت الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها مجرد «شحنة من الهراء»، وأوردت تفاصيل خطط لإطلاق صواريخ قرب جزيرة «غوام» الأميركية بالمحيط الهادي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق في رفح»
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق ...
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
غوتيريس «يدين كل عمل انتقامي» في الشرق الأوسط
غوتيريس «يدين كل عمل انتقامي» في الشرق الأوسط
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم