Atwasat

كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 26 نوفمبر 2016, 04:49 مساء
WTV_Frequency

توفي فيدل كاسترو أبو الثورة الكوبية، الذي حكم بلاده بيد من حديد وتحدى القوة الأميركية العظمى لأكثر من نصف قرن قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راؤول، مساء الجمعة في هافانا عن تسعين عاماً.

وأعلن راؤول كاسترو، في بيان تلاه عبر التلفزيون الوطني: «توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية في الساعة 22:29 هذا المساء» (الثالثة والنصف تقريبًا بالتوقيت العالمي).

ولم يوضح راؤول كاسترو أسباب الوفاة، لكنه قال إن الجثة ستحرق. وقال: «بناء على رغبة عبر عنها الرفيق فيدل، سيتم حرق جثمانه في الساعات الأولى» من يوم السبت.
*حداد ورماد
أعلن مجلس الدولة في بيان مقتضب الحداد الوطني لتسعة أيام، اعتبارًا من السبت وحتى الأحد 4 ديسمبر. وأضاف أنه خلال هذا الأسبوع سينقل رماد فيدل كاسترو ليجوب كل أنحاء البلاد على مدى أربعة أيام، حسب ما ذكرت وكالة «فرانس برس» في تقرير شامل عن تاريخ كاسترو ودوره في تاريخ العالم.

فيدل غاب تمامًا عن الأضواء بين فبراير 2014 وأبريل 2015، ما غذى حينها إشاعات حول حالته الصحية

وتنظم الجنازة الرسمية في الرابع من ديسمبر في سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد (جنوب شرق) والتي ترتدي رمزية كبرى لأن فيدل كاسترو أعلن منها انتصار الثورة.

وكان الزعيم الكوبي سلم السلطة في 2006 لشقيقه راؤول، المسؤول الثاني في الحزب منذ تأسيسه في 1965، بعد إصابته بالمرض. وفي أبريل 2011 تخلى له عن آخر مسؤولياته الرسمية بصفته السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي.

وغاب فيدل تمامًا عن الأضواء بين فبراير 2014 وأبريل 2015، ما غذى حينها إشاعات حول حالته الصحية، لكن منذ عام ونصف ورغم محدودية تنقلاته، عاد إلى استقبال شخصيات وأعيان أجانب في منزله.

الزعيم الكوبي سلم السلطة في 2006 لشقيقه راؤول، المسؤول الثاني في الحزب منذ تأسيسه في 1965

وفاجأ فيدل كاسترو المراقبين بعدم استقباله رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، رغم الصداقة الكبيرة التي ربطته في الماضي بوالده بيار-إليوت ترودو، وذلك رغم أنه كان استقبل عشية وصول رئيس الوزراء الكندي الرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ.
* ذهول في هافانا

انتشر نبأ وفاة فيدل، بسرعة في شوارع هافانا حيث عبر الكثير من السكان عن ألمهم لرحيل «الكومندنتي». وقال بائع السيجار ميشيل غونزاليز (30 عامًا): «لقد فاجأنا النبأ جميعًا، كنا نأمل حقا أن يعيش لفترة أطول قليلاً، لقد بدا في صحة جيدة في آخر ظهور له».

من جانبه قال العامل في حانة ميغيل غونزاليز (24 عامًا): «أنا مثل آلاف الكوبيين أشعر بمرارة وحزين، لقد وقع الأمر فجأة».

الرئيس الفنزويلي يدعو إلى «مواصلة إرث» فيدل كاسترو

وتوالت ردود الفعل على رحيل كاسترو اعتبارًا من ليل أمس وكان أولهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المقرب من كوبا، حيث دعا في تغريدة إلى «مواصلة إرث» فيدل كاسترو.

وذكربأن وفاة فيدل أتت بعد ستين عامًا بالضبط من وصول مركب غرانما إلى المكسيك الذي شكل بداية تمرد استمر 25 شهرًا وانتهى بالإطاحة بالدكتاتور الكوبي المؤيد لواشنطن فولغينسيو باتيستا في الأول من يناير 1959.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكرى الزعيم الثوري الكوبي ووصفه بأنه «رمز لعصر». وقال بوتين في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الكوبي «إن اسم رجل الدولة المميز هذا يعتبر رمزًا لعصر في تاريخ العالم الحديث»، مضيفًا: «كان فيدل كاسترو صديقًا وفيًا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه».

الرئيس الروسي يُشيد بالزعيم الثوري الكوبي ويصفه بأنه «رمز لعصر»

من جهته أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، السبت، أن فيدل كاسترو «سيبقى خالدًا». وقال في رسالة تلاها عند بدء النشرة المسائية على التلفزيون الوطني: «لقد فقد الشعب الصيني رفيقًا صالحًا ووفيًا».

كما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى رفع الحظر عن كوبا «بشكل نهائي»، معتبرًا أن كاسترو جسد الثورة الكوبية «بآمالها وخيباتها».وأشاد الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بالزعيم الكوبي الراحل معتبرًا أنه ترك «بصمة عميقة في تاريخ الإنسانية» وأنه قاوم الحصار الأميركي.

في المقابل استقبل الإعلان عن وفاة فيدل كاسترو بالفرح من ألف كوبي يعيشون في ميامي وبصيحات «كوبا حرة» و«حرية، حرية»، وسط تقديم الشامبانيا والتقاط صور السلفي والأهازيج على وقع الطبول.

فرنسوا هولاند يطالب برفع الحظر عن كوبا، معتبرًا أن كاسترو جسد الثورة الكوبية «بآمالها وخيباتها»

وتطوي وفاة كاسترو بذلك نهائيًا صفحة الحرب الباردة التي أوصلت العالم إلى حافة نزاع نووي أثناء أزمة خليج الخنازير في 1962.

* راؤول وحيداً
ومع وفاة فيدل يجد راؤول نفسه للمرة الأولى وحيدًا في القيادة وهو الذي كان أكد عند تعيينه أنه سيستشير «القائد الأعلى» في كافة القرارات المهمة.

وبدأ راؤول (85 عامًا) منذ عشر سنوات عملية بطيئة لنزع بصمة فيدل عن النظام، ترجمت في أبريل باعتماد مؤتمر تاريخي للحزب الشيوعي الكوبي مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الهادفة لإنقاذ كوبا من الإفلاس.

مع وفاة فيدل يجد راؤول نفسه للمرة الأولى وحيدًا في القيادة

كما رتب بعيدًا عن الأنظار تقاربًا تاريخيًا مع الولايات المتحدة أعلن في منتصف ديسمبر، ليكشف بذلك عن نزعة برغماتية تناقض مناهضة شقيقه فيدل العميقة للولايات المتحدة.

لكن هذ التقارب قد يشهد توقفًا أثر انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. وكان ترامب أبدى تحفظًا على هذا التقارب مؤكدًا أنه سيبذل ما بوسعه «للحصول على اتفاق متين» مع هافانا، ملمحًا إلى احتمال حدوث انتكاسة.

* كاسترو وأميركا
تحدى فيدل كاسترو 11 رئيسًا أميركيًا ونجا من مؤامرات لا تحصى لاغتياله بلغت رقمًا قياسيًا من 638 محاولة بحسب موسوعة غينيس، إضافة إلى محاولة فاشلة لإنزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في خليج الخنازير (جنوب كوبا) في أبريل 1961.

وفرض الرئيس الأميركي وقتها جون كينيدي بعيد ذلك في فبراير 1962 حظرًا تجاريًا وماليًا على كوبا، لا يزال ساري المفعول حتى الآن ويؤثر بشدة على اقتصاد كوبا رغم سلسلة من إجراءات التخفيف التي اعتمدتها إدارة الرئيس باراك أوباما.

أراد كاسترو رفيق غيفارا أن يكون بطل تصدير الثورة في أميركا اللاتينية

وفي أكتوبر 1962 وقعت أزمة الصواريخ التي تسبب فيها نصب صواريخ نووية سوفيتية في كوبا ما ولد مزايدات وضعت العالم على حافة التهديد الذري. وقررت واشنطن فرض حصار بحري على كوبا، وانتهى الأمر بسحب موسكو صواريخها مقابل وعد أميركي بعدم غزو كوبا.

وأراد فيدل كاسترو رفيق سلاح القائد الثوري الأرجنتيني أرنستو تشي غيفارا أن يكون بطل تصدير الثورة الماركسية في أميركا اللاتينية، وكذلك في أفريقيا وخصوصًا في أنغولا التي انخرطت فيها قوات كوبية لمدة 15 عامًا.

وأثارت تلك الثورة حينها نوعا من الإعجاب وافتخر النظام الكوبي بأنه قضى على الأمية وأقام نظامًا صحيًا ناجعًا وفي متناول جميع سكان كوبا البالغ عددهم 11.1 مليونًا، وهو إنجاز نادر في بلد فقير في أميركا اللاتينية.

بعد سقوط الاتحاد السوفيتي،وجد فيدل مصدرًا جديدًا للدخل بدعم حليفين هما الصين وفنزويلا

لكن انهيار الاتحاد السوفيتي، أهم ممول لكوبا، في 1991 سدد ضربة قوية للاقتصاد الكوبي. وواجه السكان نقصًا كبيرًا في احتياجاتهم. وأعلن فيدل كاسترو عندها «فترة خاصة في زمن السلم» وتكهن الكثيرون بنهاية نظامه.

غير أن فيدل بطل الاستمرارية السياسية، وجد مصدرًا جديدًا للدخل مع السياحة وخصوصًا مع حليفين جديدين هما الصين وفنزويلا في عهد الرئيس هوغو تشافيز الذي قدمه فيدل كاسترو باعتباره «ابنه الروحي».

كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»
كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»
كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»
كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»
كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»
كوبا.. 60 عامًا مع «الرفيق كاسترو» تنتهي بـ«خبر حزين»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حريق في منشآت روسية للطاقة إثر هجمات بمسيرات
حريق في منشآت روسية للطاقة إثر هجمات بمسيرات
توقيف 7 أشخاص بسيدني متورطين في طعن كاهن
توقيف 7 أشخاص بسيدني متورطين في طعن كاهن
تقرير أممي: 282 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في 2023
تقرير أممي: 282 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في ...
بلينكن يصل شنغهاي في ثاني زيارة للصين خلال أقل من عام
بلينكن يصل شنغهاي في ثاني زيارة للصين خلال أقل من عام
الصين: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من خطر حدوث نزاع
الصين: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من خطر حدوث نزاع
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم