Atwasat

«السياحة البديلة»: سلاح الجولان المحتل في مواجهة إسرائيل

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 17 نوفمبر 2016, 05:01 مساء
WTV_Frequency

يعتلي نحو خمسين شابًا وصبية من فلسطينيي الداخل في إسرائيل سطح مبنى في الجزء المحتل من مدينة القنيطرة، في وقت يتصاعد دخان أسود من الجهة السورية المقابلة، ويشرح دليلهم السياحي عماد مداح قائلاً «هناك تتمركز جبهة النصرة».

وتستمع المجموعة إلى رواية عماد مداح المتحدر من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل عن قرى الجولان المهدمة، وعن الاحتلال الإسرائيلي وتأثيره على السكان السوريين هناك، خلال جولات ومسارات للمشي ضمن مشروع «تعرف على الجولان»، هو بمثابة «سياحة بديلة» في منطقة احتلتها إسرائيل في 1967، وضمتها من دون أن يعترف المجتمع الدولي بهذا الضم.

ويشارك في جولات «السياحة البديلة» أشخاص عرب وأجانب، بحسب ما يقول مداح الذي يبدو عليه التأثر، وهو يتحدث عن مدينة القنيطرة الواقعة في الجانب السوري، التي احتلتها إسرائيل ودمرتها بالكامل العام 1967، واسترجعت سورية الشطر الأكبر منها العام 1973، وبنت مكانه مدينة البعث الحديثة.

ثلاثة طوابق
وتسيطر اليوم فصائل من المعارضة السورية بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) على القنيطرة. وسمحت السلطات الإسرائيلية للزوار بدخول المبنى الضخم الذي اقتاد مداح المجموعة إليه، والذي كان تابعًا للقيادة العسكرية السورية.

والمبنى مكون من ثلاثة طوابق وعدد كبير من الغرف، وتبدو عليه آثار القصف. ووضعت إسرائيل أمام المبنى صخرة كبيرة حفر عليها «صخرة النصر مهداة من شعب إسرائيل إلى ذكرى إيلي كوهين الجاسوس الإسرائيلي في سورية، الذي زار مقر القيادة أثناء عمله في سورية بين 1962 و1965». وأعدم السوريون كوهين بعد افتضاح أمره في 1965.

ويعمل عماد مداح في مجال المسرح والموسيقى والثقافة، ويقول لوكالة «فرانس برس»: «أنا أيضا أعمل في مجال السياحة البديلة منذ سبع سنوات، وهو مشروع توعوي تثقيفي وترفيهي، وليس ربحيًا، والهدف منه إيصال الحقيقة عن الجولان السوري قبل وبعد الاحتلال، لتفنيد الرواية المزيفة للاحتلال».

«السياحة البديلة».. مشروع توعوي تثقيفي وترفيهي يهدف إلى تفنيد الرواية المزيفة للاحتلال

بالقرب من معبر القنيطرة الذي تتمركز فيه قوى من الأمم المتحدة، يقول للمجموعة التي يرافقها: «يمر الطلاب السوريون (القاطنون في الجولان المحتل) من هنا إلى دمشق. ولكن بعد الأحداث في سورية، عاد الطلاب للمرة الأولى عن طريق الأردن».

ويتحدث مداح أيضًا عن العرائس اللواتي كن يعبرن للزواج في دمشق. ويقول «من كانت تتزوج هناك، لا تعود ترجع إلى هنا. إسرائيل تسمح بإخراج العروس، ولا تسمح بادخال عروس من سورية إلى الجولان».

لكن هذا المعبر أقفل بسب الحرب المستمرة في سورية منذ أكثر من خمس سنوات.

القرى العربية
ويشجع مداح على القيام بزيارات إلى القرى العربية والمسارات الطبيعية في الجولان المحتل، بينما تروج المواقع الإلكترونية السياحية الرسمية مثل موقع «مرتفعات الجولان السياحي الإسرائيلي» لزيارة «مصانع النبيذ والفنادق السياحية ومسارات المشي في المستوطنات، للتاثير والحفاظ على بلدنا».

ويقول مداح: «في الرحلة، نحن نتمتع بالطبيعة الخلابة والمعرفة، وبهذه الزيارات أيضا أنا أنفع أولاد بلدي، لأن الناس تدخل المطاعم وتشتري من المنتوجات الزراعية».

وتقول الشابة ربى أبو رمحين (20عاما)، التي تشارك في رحلة السياحة البديلة، وهي طالبة تدرس الحقوق في جامعة حيفا، «هذه ليست المرة الأولى التي أحضر فيها إلى الجولان.. نتعلم أشياء جديدة لا أحد يخبرنا عنها، أنا أستمتع بالطبيعة وأستفيد من المعلومات، وأنقل ما أتعلم لأصدقائي ولعائلتي».


أما روني هلون (23عاما) وهو طالب تمثيل من قرية عسفيا في جبال الكرمل، فيقول «هذه رحلتي الثانية إلى الجولان. لم أتخيل في حياتي أنني سأدخل مبنى قيادة ومعسكرًا ومستشفى كانت للجيش السوري. في كل مرة أتعلم شيئًا جديدًا. نستنشق هواء الطبيعة، ونعيش أحداث التاريخ هنا. هذه الرحلات وثقت علاقتنا مع الجولانيين ومع المكان».

نهر الحاصباني
ويتقدم مداح مع مجموعته مشيًا في مياه نهر الحاصباني الباردة، وسط الحجارة والصخور. ويتدفق النهر من ينابيع السفوح الشمالية الغربية لجبل الشيخ في لبنان، ويمر على مسافة 24 كيلومترًا في الأراضي اللبنانية قبل أن يدخل الجولان. ويتحدث عماد عن التوتر بين لبنان وإسرائيل حول مياه الحاصباني.

عدد سكان الجولان 31 ألف نسمة تضم 250 قرية ومزرعة.. هدمت إسرائيل القرى وأبقت على خمس منها فقط

وعند الوصول إلى مدخل الجولان، يقول مداح: «نحن دخلنا حدود الجولان السوري، الذي احتلته إسرائيل عام 1967. انظروا إلى اليسار»، في إشارة إلى لافتات صفراء تقول «احذروا الألغام».

ويبلغ عدد سكان الجولان حاليًا 31 ألف نسمة. حتى يونيو 1967، كان يضم 250 قرية ومزرعة، ويسكنه نحو 150 ألف نسمة. وهدمت إسرائيل القرى، وأبقت على خمس منها هي «عين قينيا، وبقعاتا، ومسعدة، ومجدل شمس، والغجر»، التي يسكنها علويون معظمهم يحمل الجنسية الإسرائيلية. ويوجد قسم من الغجر في الأراضي اللبنانية.

وكان السكان من المسيحيين والمسلمين والشراكسة والدروز، ولجأ قسم كبير منهم إلى داخل سورية.

سلطان الأطرش
في الطريق إلى بلدته مجدل شمس، يقول مداح: «كانت هنا قرية جباث الزيت»، هدمتها إسرائيل وبنت على آثارها مستوطنة نفيه أتيف».

وسط ساحة بلدة مجدل شمس، تمثال لسلطان باشا الأطرش، الذي حارب الاستعمار الفرنسي في سورية. ويشرح مداح: «صنع التمثال الفنان حسن خاطر، ودشن في الرابع من أبريل 1987. بعد أيام، ألقيت قنبلة على التمثال، لكنه كان قويا». ويتحدث مداح عن رفض غالبية السوريين في الجولان للجنسية الإسرائيلية.

في منطقة أطلق عليها اسم «وادي الصياحات» على الحدود، أسلاك شائكة كهربائية كبيرة، وممر خاص بسيارات الجيش الإسرائيلي. قبل الإنترنت، كان الناس من جانبي الحدود يلتقون عند طرفي واد، وينادون لبعضهم ويتواصلون. ويقول مداح: «كنا نحتفل بعيد الجلاء (الجيش الفرنسي) هنا».

«السياحة البديلة»: سلاح الجولان المحتل في مواجهة إسرائيل
«السياحة البديلة»: سلاح الجولان المحتل في مواجهة إسرائيل

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قضاة باكستانيون يشتكون تعرضهم للترهيب من وكالة الاستخبارات
قضاة باكستانيون يشتكون تعرضهم للترهيب من وكالة الاستخبارات
6 مفقودين في عداد الموتى.. توقف عمليات البحث حول جسر بالتيمور المنهار
6 مفقودين في عداد الموتى.. توقف عمليات البحث حول جسر بالتيمور ...
مسؤول أميركي: «إسرائيل» تريد تحديد موعد جديد للبحث بشأن هجوم محتمل في رفح
مسؤول أميركي: «إسرائيل» تريد تحديد موعد جديد للبحث بشأن هجوم ...
أيرلندا تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل
أيرلندا تعلن الانضمام لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية ...
نتائج أولية.. المعارض فاي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
نتائج أولية.. المعارض فاي يفوز بانتخابات الرئاسة السنغالية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم