Atwasat

ميركل تواجه ضغوطًا بعد نكسة انتخابية جديدة (تقرير)

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 19 سبتمبر 2016, 02:26 مساء
WTV_Frequency

باتت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياستها بشأن الهجرة في مأزق أكثر من أي وقت مضى بعد نكسة انتخابية ثانية منيت بها أمس الأحد في اقتراع محلي في برلين، أتاح لليمين الشعبوي ترسيخ موقعه في المشهد السياسي الألماني.

وحملت هذه النكسة، بحسب وكالة «فرانس برس» خصوم قرار ميركل فتح الأبواب أمام المهاجرين، على تصعيد مواقفهم في وقت يبدي الرأي العام مخاوف متزايدة حيال تدفق مئات آلاف المهاجرين منذ صيف 2015.

وحذر ماركوس سودر أحد مسؤولي الاتحاد المسيحي الاجتماعي فرع الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل في بافاريا، من أن الحزب المحافظ «مهدد بفقدان فادح ودائم للثقة في قلب قاعدته الناخبة»، مطالبًا بتشديد جذري لسياسة الهجرة.

تراجع الاتحاد المسيحي الديمقراطي يصب خصوصًا في مصلحة القوة السياسية الجديدة الصاعدة وهى حزب «البديل لألمانيا» المعارض للهجرة

ومع حصول حزب المستشارة على 17.6% فقط من الأصوات في الانتخابات المحلية في برلين، يكون سجل أسوأ نتيجة في تاريخه ما بعد الحرب العالمية الثانية في هذه المدينة.

البديل لألمانيا
وصب تراجع الاتحاد المسيحي الديمقراطي خصوصًا في مصلحة القوة السياسية الجديدة الصاعدة، حزب «البديل لألمانيا» المعارض للهجرة.

وبحصوله على 14.2% من الأصوات، نجح هذا الحزب في كسر أحد المحرمات الموروثة من الحرب الأخيرة، وهو تمكين تنظيم من اليمين الشعبوي يقترب في بعض المجالات من طروحات اليمين المتطرف، من احتلال موقع ثابت في الحياة السياسية في هذا البلد.

وبعدما بقيت ألمانيا استثناء على الظاهرة المسجلة بصورة عامة، وصلتها بدورها موجة صعود الحركات الشعبوية والوطنية المحافظة في العالم.

وفي أوروبا، شملت هذه الموجة دولاً مثل بريطانيا التي صوتت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفرنسا حيث ترجح التوقعات وصول حزب الجبهة الوطنية إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في ربيع 2017، وكذلك النمسا وبولندا والمجر وغيرها، في حين تسببت في الولايات المتحدة بفوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري للبيت الأبيض.

ويؤكد تقرير الوكالة الفرنسية أن الاختراق الذي حققه «البديل لألمانيا» في مدينة كبرى مثل برلين المعروفة بانفتاحها على العالم، أن هذا الحزب الذي أنشئ قبل ثلاث سنوات لم يعد محصورًا في المناطق الفقيرة من ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقًا حيث معاقله التقليدية، ما يضعه في موقع متقدم للدخول إلى مجلس النواب في الانتخابات التشريعية بعد سنة.

وقال أحد قادته يورغ مويتن مبديًا ارتياحه: «إننا الآن حزب له موقعه الثابت». أما الاتحاد المسيحي الديمقراطي فسجل في العاصمة الألمانية خامس تراجع على التوالي له في انتخابات محلية، وهو لن يعود ممثلاً سوى في ست من المقاطعات الـ16 في البلاد، من ضمنها مقاطعتان يتمثل فيها بصفته شريكًا له تمثيل أقلي في ائتلاف.

«سودويتشه تسايتونغ»: ميركل تراهن على عدم وضوح رؤية الاتحاد المسيحي الديمقراطي بشأن ما قد يحصل حال رحيلها

وما يزيد من خطورة وضعه أن شريكه في الحكومة الفدرالية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، خرج هو أيضًا بنكسة كبيرة في برلين مع تحقيق أسوأ نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية (21.6%) على خلفية شرذمة متزايدة في الوضع السياسية.

ضمانات ميركل
ورأى الخبير السياسي غيرو نويغيباور في جريدة «هاندلسبلات» أنه «مع الإحباط الذي ينتشر، فإن الخوف من خسارة السلطة العام 2017 قد يتزايد في صفوف الاتحاد المسيحي الديمقراطي»، الأمر الذي «سيزيد الضغط على ميركل من أجل أن تشرح استراتيجيتها السياسية بشكل أكبر».

وبدل أن تتوجه اليوم الاثنين إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلت المستشارة البقاء في برلين للتحدث إلى الصحافة خلال النهار. وظهر تحول في السياسة منذ مطلع العام، حيث إن جميع القرارات التي اتخذتها حكومتها باتت تسير في اتجاه فرض قيود على دخول اللاجئين والمهاجرين.

كما أنها نأت بنفسها بشكل كبير أخيرًا عن الشعار الذي كانت تردده منذ أشهر للألمان، مؤكدة: «سنتوصل إلى تحقيق ذلك»، وهو شعار يؤخذ عليها بشدة على ضوء الصعوبات التي تواجهها سياسة دمج اللاجئين. وأقرت في مقابلة أجرتها معها مجلة «فيرتشافتسفوخي» بأن هذا الشعار «تردد أكثر مما ينبغي» وبات «فارغًا من المعنى».

لكن رغم الهزيمة، لا تبدو المستشارة في خطر بعد، في غياب بديل لها في حزبها. وكتبت جريدة «سودويتشه تسايتونغ» الاثنين أن «ميركل تراهن على عدم وضوح رؤية الاتحاد المسيحي الديمقراطي بشأن ما قد يحصل في حال رحيلها».

وما يساعدها أنها لن تضطر إلى مواجهة أي انتخابات محلية جديدة مهمة قبل نهاية مارس 2017. ورأت جريدة «دي فيلت» أن «هذا الخبر السار الوحيد بالنسبة لها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بكين: استفزازات مانيلا سبب التوتر في بحر الصين الجنوبي
بكين: استفزازات مانيلا سبب التوتر في بحر الصين الجنوبي
تحذير أممي من ازدياد إصابات الكوليرا في الصومال
تحذير أممي من ازدياد إصابات الكوليرا في الصومال
رئيس الاستخبارات الروسية يبحث في بيونغ يانغ التعاون الأمني
رئيس الاستخبارات الروسية يبحث في بيونغ يانغ التعاون الأمني
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم