Atwasat

وجه في الأحداث زها حديد«معمارية العالم الأولى»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 10 أبريل 2016, 12:00 مساء
WTV_Frequency

هزم المرض فجأة المعمارية العراقية - البريطانية الشهيرة، زها حديد، نهاية الأسبوع الماضي في أحد مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة. ولكن ذكراها ستبقى حاضرة أبدًا بما تركت وراءها من آثار معمارية فنية في كل أرجاء العالم، وحقيقة أنها المرأة الأولى التي تحصل على أكبر جائزة عالمية في مجال المعمار، وتكريم رفيع المستوى من بلدها الثاني إنجلترا.

وُلدت زها حديد في بغداد 1950. والدها هو الاقتصادي المعروف محمد حديد الذي اكتسب احترامًا وشعبية بين أبناء بلده لقدرته على إدارة الاقتصاد العراقي إبان بداية الحقبة الجمهورية في العام 1958 وحتى 1963. ولكنه اضطر لترك العراق والرحيل إلى بريطانيا مع زيادة نفوذ حزب البعث وتوجه العراق نحو حكم الحزب الواحد. بدورها، انتقلت زها إلى لبنان، حيث درست الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت، وبعدها انتقلت إلى بريطانيا، حيث التحقت بالجمعية المعمارية في لندن، ونالت منها شهادة بتفوق في العام 1977. وأصبحت زها لاحقًّا أول أستاذة من أصول عربية في نفس الجمعية.

وفي العام 1979 أسست زها شركتها للتصميمات الهندسية، وقدمت تصميماتها لأعمال معمارية عالمية، خصوصًا مركز للتزلج في أنسبروك في النمسا ودار الأوبرا في جوانغو في الصين وكارديف في ويلز.

مجهودها الشاق على مدى سنوات طويلة بلغ قمته بفوزها في العام 2004 بجائزة «بريتزكر»، لتكون ليس فقط أول امرأة تفوز بتلك الجائزة التي تعد بمثابة «نوبل» الهندسة المعمارية، ولكنها كانت الأصغر سنًّا على الإطلاق وفي العام 2007 فازت زها بجائزة الاتحاد الأوروبي للهندسة المعمارية المعاصرة عن تصميمها محطة تقاطع لمرور وسائل النقل وموقف سيارات يسع لـ700 سيارة في مدينة ستراسبورغ الألمانية.

مجهودها الشاق على مدى سنوات طويلة بلغ قمته بفوزها كأول امرأة بجائزة «بريتزكر»، كما كانت الأصغر سنًّا على الإطلاق

 وبعد أن صممت حوض السباحة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، كرمتها الملكة البريطانية، إليزابيث الثانية، وحصلت على وسام تقدير ولقب «ليدي». ومن أهم أعمالها أيضًا مركز حيدر عليف في باكو والنصب التذكاري لمذبحة كمبوديا ومركز الفنون الحديثة بروما ومركز العلوم في ولسبورغ بألمانيا ومنشآت خاصة بمونديال البرازيل، ومشروع القبة الألفية بلندن وجسر الشيخ زايد المعلق بأبوظبي بالإمارات ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا ومشروع محطة البواخر في ساليرنو ومركز روزنثال للفن المعاصر في مدينة سينسيناتي بالولايات المتحدة.

وشملت قائمة تصميماتها الشهيرة كذلك متحف جوجينهايم في طوكيو، وتوسيع متحف أوردوبغارد في الدنمرك (على شكل سفينة مبحرة) ومبنى المكتبة الوطنية في كيبيك الكندية، مرورًا بمتحف الفنون الإسلامية في الدوحة. وشملت قائمة تصميماتها العالمية المتميزة مرسى السفن في باليرمو بإيطاليا والمركز العلمي لمدينة وولفسبورغ الألمانية، والمسجد الكبير في ستراسبورغ. أما أهم مشاريعها التي نفذت على الإطلاق فكانت منصة التزحلق الثلجي في أنزبروك في النمسا والمبنى الرئيسي لمصنع سيارات «بي إم دبليو» بألمانيا ومركز روزنتال للفنون المعاصرة بولاية أوهايو الأميركية. كما صممت متحف ماكسي في روما وصممت استاد الوكرة الذي يُجرى تشييده في قطر حاليًّا لاستضافة مونديال 2022.

كل هذه الإنجازات المهمة مكنت زها حديد من احتلال المرتبة الثامنة والستين بين أقوى نساء العالم في العام 2008، حسب تصنيف مجلة «فوربس» آنذاك، والثالثة بين أشهر وأغنى النساء في بريطانيا.

هذه الإنجازات الكثيرة جعلت نبأ وفاتها المفاجئ صادمًا لكثيرين على الصعيدين العربي والعالمي. وفور أن انتشر نبأ وفاتها، حل اسم زها حديد ضمن قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً في «تويتر» على مستوى العالم، وسط تغريدات تنعى المعمارية الراحلة.

وقال الكاتب الصحفي المصري أيمن الصياد: «نعاها العالم كله. زها حديد العراقية التي أصبحت معمارية العالم الأولى». بينما علق الموسيقي العراقي أسامة البياتي: «أيتها العراقية الباسقة كنخل العراق، انشري فوقنا رداءك الأسود الجميل حزنًا على رحيلك».

وأشارت سلمى سليمان، مقدمة برامج في إحدى المحطات التلفزيونية المصرية، إلى أن زها حديد صممت مشروع «ستون تاورز» بالقاهرة الجديدة، ولكنها لم تعش لتراه كائنًا بالفعل. وكانت زها قد زارت مصر في العام 2008 ولقيت استقبالاً حافلاً في بلد اشتهر ببناء المعابد الضخمة والأهرامات منذ آلاف السنين. وأشارت الكاتبة العمانية منى اليحيائية إلى أن «خبر رحيل زها حديد صادم. كم تمنيت أن يكون لها بصمة خالدة في مسقط».

ليست مسقط أو العالم العربي فقط هم مَن سيفتقدون العراقية - البريطانية «الليدي» زها حديد، ولكن كل عواصم العالم.

للاطلاع على العدد العشرين من جريدة «الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سول: استخدام موسكو الفيتو لوقف مراقبة العقوبات على كوريا الشمالية تصرف غير مسؤول
سول: استخدام موسكو الفيتو لوقف مراقبة العقوبات على كوريا الشمالية...
شركات صينية تعلّق بناء سدَّين بباكستان بعد هجوم انتحاري أودى بحياة 5 مهندسين صينيين
شركات صينية تعلّق بناء سدَّين بباكستان بعد هجوم انتحاري أودى ...
الصين تعارض «فرض عقوبات بشكل أعمى» على كوريا الشمالية
الصين تعارض «فرض عقوبات بشكل أعمى» على كوريا الشمالية
«الصحة العالمية» تحذّر من أسوأ موسم لحمّى الضنك في أميركا اللاتينية
«الصحة العالمية» تحذّر من أسوأ موسم لحمّى الضنك في أميركا ...
إردوغان يلتقي بايدن في البيت الأبيض.. 9 مايو
إردوغان يلتقي بايدن في البيت الأبيض.. 9 مايو
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم