اهتم عدد من الصحف العالمية بالانتخابات الرئاسية التونسية المقرر عقدها الأحد 23 نوفمبر، وأورد عدد من التوقعات للفائز في الانتخابات وما سيترتب عليه من تحالفات بين الأحزاب المختلفة لتكوين الحكومة.

«وول ستريت جورنال»
ففي صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقرأ في تقرير لها نُشر، الجمعة أن الانتخابات الرئاسية محور مهم في تحول تونس نحو الديمقراطية.

وأفاد التقرير بأن الانتخابات الرئاسية بمثابة اختبار لإرادة الشعب التونسي في تحقيق مبدأ تقاسم السلطة بين الإسلاميين والفصائل العلمانية، فحتى الآن شهدت الساحة السياسية تنافسًا سلميًا بين الفريقين، نتج عنه دستور وصفته الصحيفة بأنه مثال للتمدن في العالم العربي لأنه لا يسمح لفريق سياسي بالسيطرة على السلطة دون الفصائل الأخرى.

وتقول الصحيفة: إن سباق الرئاسة محصور بين 25 مرشحًا، مع احتمال كبير لفوز باجي قائد السبسي رئيس حزب «نداء تونس»، مشيرة إلى أن نجاحه يؤكد تغير المناخ السياسي منذ وصول الإسلاميين للحكم بعد ثورة 2011، وفي الوقت نفسه يزيد المخاوف من عودة الحكم السلطوي.

وأفادت الصحيفة بأنه مع فوز السبسي في سباق الرئاسة سيتمكن «نداء تونس» من السيطرة على السلطة التنفيذية والتشريعية، ويعتقد بعض المحللين أن بعض الخلافات الداخلية قد تضعف من موقف الحزب.

«فرانس 24»
أما وكالة «فرانس 24» فترى في تقرير لها أن عودة رموز النظام السابق إلى السلطة والتشدد الإسلامي ما زالا يهددان نجاح الديمقراطية في تونس.

وأضاف التقرير أن الانتخابات الرئاسية هي المرحلة الأخيرة من عملية التحول التي واجهت في بعض الأحيان صعوبات لكنها ميزت تونس عن باقي ثورات الربيع العربي، مؤكدة أن الانتخابات الرئاسية ستكون اختبارًا حقيقيًا للشعب.

ووفقًا للتقرير، يوجد كثير من التحديات التي تواجه عملية الديمقراطية في تونس على الرئيس المقبل التعامل معها وحلها، وهي المخاطر الأمنية التي نتجت من الأوضاع السياسية في الدول المجاورة، فضلاً عن الأعداد الكبيرة من المجاهدين الذين ينضمون لتنظيم «داعش» في سورية والعراق، إذ أوضحت البيانات الحكومية أن تونس صاحبة أكبر عدد من المقاتلين في «داعش»، بالإضافة إلى معدلات البطالة الآخذة في الزيادة خاصة في المناطق الريفية.

وأشار التقرير إلى أن السباق الرئاسي محصور بين السبسي ومنصف المرزوقي، حسب بعض استطلاعات الرأي التي أجريت في تونس.

ووفقًا للتقرير سيقوم حزب «النهضة» بدور كبير في المشهد السياسي فور انتهاء الانتخابات الرئاسية على الرغم من خسارتهم في الانتخابات البرلمانية.

«نيويورك تايمز»
ورجحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فوز السبسي رئيس حزب «نداء تونس» خاصة بعد المصاعب والفوضى التي واجهها حزب «النهضة» الإسلامي أثناء وجوده في الحكم بعد الثورة.

ونقلت الصحيفة مخاوف بعض التونسيين من سيطرة السبسي وحزبه على الحكم في ظل غياب الإسلاميين من المشهد، ففوز السبسي في الانتخابات الرئاسية سيعني سيطرته على السلطتين التشريعية والتنفيذية.

وتعتقد الصحيفة أن السبسي سيواجه منافسة قوية من اثنين من المرشحين هما منصف مرزوقي، وهو من النشطاء وشغل منصب الرئيس بعد الثورة مباشرة، وحمة الهمامي.

«واشنطن بوست»
أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فأكدت أن الانتخابات الرئاسية هي التي ستحدد ما إذا كانت ستشهد تونس ميلاد نظام ديمقراطي جديد أم لا.

ووفقًا للصحيفة، فإن قائد السبسي هو المرشح المفضل عند الشعب التونسي، لكن ليس من الواضح ما إذا سيتمكن من الفوز من المرحلة الأولى أم ستشهد الانتخابات إعادة.

وأفادت الصحيفة بأنه بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية، سيكون أمام حزب «نداء تونس» ثلاثة تحديات رئيسية عليه مواجهتها، أولا، الحفاظ على تماسك الحزب نفسه على الرغم من الخلافات الداخلية، ثانيًا، تكوين حكومة تلبي مطالب الشعب بأكمله ولا تتسبب في حدوث حالة من الاستقطاب، ثالثًا، العمل على تطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية بشكل سريع، فقدرة الحزب على مواجهة هذه التحديات ستحدد الطريق الذي ستؤدي إليه الانتخابات الرئاسية.

وتعتقد الصحيفة أن فوز السبسي في الرئاسة سيعطي حزب «نداء تونس» أفضلية، لكنه سيجعل الأحزاب الأخرى قلقة من استئثار «نداء تونس» بالحكم، مضيفة أن حزب «نداء تونس» أمامه مهمة صعبة في تكوين حكومة تستطيع تلبية مطالب الشعب بأكمله وتتخذ قرارات حاسمة بشأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وأفادت الصحيفة بأن تونس ما زالت بحاجة لمساعدة من المجتمع الدولي خاصة في النواحي الاقتصادية حتى تستطيع المضي قدمًا.