Atwasat

حمة الهمامي.. معارض شرس وشيوعي حالم

القاهرة - بوابة الوسط السبت 15 نوفمبر 2014, 04:15 مساء
WTV_Frequency

لسنوات طويلة ظل السياسي التونسي حمة الهمامي معارضًا شرسًا لنظامي الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وخلفه زين العابدين بن علي، وجراء ذلك اعتقل عدة مرات وعذب في السجون التونسية.

واليوم يقود الهمامي ائتلافًا من الأحزاب اليسارية في طريقها نحو قصر «قرطاج»، ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان الهمامي سيحقق فوزًا في سباق 23 نوفمبر الجاري، أم أنه سيفسح المجال لآخرين.

المولد والنشأة
ولد حمة الهمامي في (الثامن من يناير 1952) في منطقة العروسة بولاية سليانة بالشمال الغربي من تونس، وهو متزوج من المحامية راضية النصراوي ولهما ثلاث بنات.

نشأ الهمامي نشأة شيوعية خالصة، فلم يدخل سن المرهقة إلا بعد أن خالطته أفكار كثيرة مرتبطة بالفقراء والأغنياء، خصاصتها أن الحل الأوحد يكون في بناء مجتمع ثوري اشتراكي خالٍ من الطبقات وتسوده «الملكية المشتركة»، وهو حاصل على الأستاذية في الآداب العربية وعمل أستاذًا للتعليم الثانوي، كما أدار صحيفة «البديل» المحظورة.

«السبت الأسود».. البداية
بدأ حمة الهمامي نشاطه السياسي سنة 1970 في الحركة الطلابية، واعتقل لأول مرة 1972 على إثر مشاركته في أحداث ما يعرف بـ«السبت الأسود».

وفي العام الموالي التحق بمنظمة «آفاق العامل التونسي» الماركسية اللينينية المحظورة، وبسبب انتمائه لهذه المنظمة حكم عليه بعد عامين من التحاقه بها بالسجن ثماني سنوات ونصف السنة قضى ست سنوات منها وتعرض فيها للتعذيب، ثم أرسل للعلاج في فرنسا على حساب الدولة وكانت هذه هي الحالة الوحيدة التي اعترف فيها بورقيبة ضمنيًا بوجود التعذيب في السجون التونسية.

رفض الهمامي التوقيع على «الميثاق الوطني» الذي قدمه الرئيس السابق زين العابدين بن علي 1988، إثر توليه الحكم ووقع عليه معظم الأحزاب السياسية المعارضة، على الرغم من أنه التقى بن علي قبل ذلك في قصر «قرطاج» لأول مرة، لكن ذلك اللقاء لم يغير من واقع الحال، وفق الهمامي.

اختفاء وعودة
أدين الهمامي في 14 يوليو 1999 بالانتماء لجماعة تدعو للكراهية وتحرض المواطنين على العنف والثورة ضد النظام، وصدر في حقه حكم بالسجن تسع سنوات.

ومنذ ذلك التاريخ اختار الهمامي الاختفاء والعيش بعيدًا عن الأنظار حتى صبيحة 2 من فبراير 2002، إذ مثُل أمام المحكمة للدفاع عن نفسه، إلا أن القضاء أكد الحكم عليه ليدخل الهمامي السجن قبل أن يفرج عنه بعد ذلك ببضعة أشهر «لأسباب صحية».

ساهم الهمامي العام 2005 في تأسيس «هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات» التي تضم يساريين وإسلاميين وليبراليين وقوميين وحقوقيين.

الثورة.. الحلم الكبير
مثلت الثورة حلمًا لا مثيل له بالنسبة للسياسي الشيوعي حمة الهمامي، لكنه وجد نفسه في دهاليز وزارة الداخلية بعد ساعات من نشره فيديو على شبكة الإنترنت وجه فيه انتقادًا حادًا لـ بن علي وحكومته ودعا الشعب التونسي لمواصلة الثورة وإسقاط النظام وهو ما حصل بعدها بأيام.

ويقول الهمامي في حوار صحفي بعد ذلك: «اعتقلت يوم 12 يناير 2011، وكان ذلك 24 ساعة بعد أن دعوت إلى رحيل بن علي، وتكريس رغبة الشعب في تغيير النظام السياسي الديكتاتوري وإقامة النظام الديمقراطي».

وبعد سقوط نظام بن علي عين أمينًا عامًا لحزب «العمال الشيوعي» خلال المؤتمر العام للحزب في يوليو 2011، لكنه لم يترشح لانتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن...
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم