Atwasat

السبسي.. سياسي لا يمل وعجوز يطمح للرئاسة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 24 سبتمبر 2014, 07:05 مساء
WTV_Frequency

في 26 من نوفمبر المقبل يحتفل الباجي قايد السبسي بعيد ميلاده التاسع بعد الثمانين، لكن ذكرى ميلاد السبسي هذا المرة قد تكون مختلفة تمامًا، إذ تطغى عليها آمال الوصول إلى المنصب الأرفع في البلاد عبر سباق رئاسي لا يتردد كثيرون في وصفه بالسباق الشاق.

لكن ذلك لم يكن يشغل بال الرجل، الذي أودع ملف ترشحه رسميًا في 9 من شهر سبتمبر الجاري، لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية.

وصرح السبسي للصحفيين بالقول: «إن ترشحي للرئاسة هو واجب وطني قمت به من أجل تونس وشعبها وشبابها وخاصة المرأة.. أتمنى أن أكون عند حسن الظن».

شيخوخة في المناصب
قليلون في تونس من يماثلون الباجي قايد السبسي في مسيرته الطويلة مع المناصب العليا في الدولة التونسية، فبعد تخرجه من باريس بسنتين فقط امتهن المحاماة ابتداء من 1952.

التحق سريعًا بعيد الاستقلال (1956) بوزارة الداخلية التونسية كمدير لإحدى الإدارات الإقليمية، ثم بالقصر الرئاسي مستشارًا لبورقيبة، قبل أن يعين في 1963 مديرًا للأمن الوطني، ثم وزيرًا للداخلية بعدها بعامين.

تولي السبسي وزارة الدفاع التونسية في 7 من نوفمبر 1969، وبعد أقل من عام غادر منصبه ليلتحق بالسلك الدبلوماسي سفيرًا لدى باريس.

لكن السبسي عاد إلى الحكومة بعد عقد واحد، وتحديدًا في الثالث من ديسمبر 1980، كوزير معتمد لدى الوزير الأول ثم وزيرًا للخارجية، ويقول أنصاره إنه لعب دورًا مهمًا في قرار إدانة مجلس الأمن الدولي للغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل ضد مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس الأول من أكتوبر 1985.

بعد انقلاب الـ7 من نوفمبر 1987، على نظام بورقيبة، تولي السبسي رئاسة البرلمان التونسي لسنتين (1990-1991).

طامح لا يمل
لم تغرب شمس الطموح السياسي للباجي قايد السبسي، رغم أن كثيرًا من أصدقائه في العمر قد غربت شمس وجودهم في الحياة، أو انتهي اهتمامهم السياسي منذ سنين.

لكن السياسي التونسي المخضرم، الذي عاصر كل أنظمة الحكم في بلاده منذ استقلالها، لم تزل لديه رغبة جامحة في مواصلة المشوار رغم ما يعتري ذلك من صعاب وما ينطوي عليه من تحديات.

ويقول إن دوافع كثيرة، هي التي جعلته يقدم نفسه للتونسيين في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد، فمن وجهة نظره لا أحد في تونس اليوم يملك القدرة على مواجهة التهديدات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، كما يملك هو.

وفي السياق نفسه يختلف بعض التونسيين مع السبسي فيما يذهب إليه، على اعتبار أن رجلاً في سنه لن يكون قادرًا على مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه البلاد، فوضع الرجل الصحي المثير للجدل والبيئة المحيطة به لا يبعثان على الارتياح.

الخيارات العسيرة
لا تسعف الخيارات السياسية المرشح الرئاسي الباجي قايد السبسي، فحجم الخيارات أمامه يبدو ضئيلاً إلى حد ما، نظرًا لاستحالة تأكد أي طرف من حسم الانتخابات لصالحه، وهي حالة لم تعرفها تونس من قبل.

ويرى مراقبون أن الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في 26 من أكتوبر المقبل، ستجعل حجم جميع القوى السياسية واضحًا أكثر من أي وقت مضى، فالمسافة الزمنية بين الاقتراعين أقل من شهر، ويستحيل منطقيًا أن تتغير الخارطة بصورة جذرية في مدة زمنية كهذه.

لذا سيكون الباجي قايد السبسي أمام خيارين وحسب، فإما أن تأذن له الانتخابات التشريعية بمواصلة المشوار نحو قصر قرطاج، وفي هذه الحالة سيكون بحاجة إلى جهود كبيرة يجمع بها مكونات سياسية تتقاطع معه، مع الأخذ في الاعتبار أن قوى كثيرة لا تأمنه سياسيًا.

والخيار الثاني أن تنتج الانتخابات صورة مخالفة لرغبات السبسي، وحينها سيكون عليه مغادرة المسرح بأقل الخسائر.

لكن المؤكد أن تلك المغادرة، حال حدوثها، ستضع نهاية فعلية لحزب «نداء تونس»، الذي يتزعمه السبسي نفسه، وبذلك يكون المسرح قد خلا من منافس فعلي لحركة «النهضة» الإسلامية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة (فيديو)
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة ...
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم