Atwasat

كيف تزعمت ليبيا ضد «حياتو» رغم غياب «عيد الميلاد» (تقرير)

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 19 مارس 2017, 09:21 صباحا
WTV_Frequency

لم تخش ليبيا بطش الكاميروني عيسي حياتو الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، وكانت أولى الدول العربية في الشمال الأفريقي إعلانًا لموقفها الحاسم بدعم غريمه في انتخابات الخميس الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والفائز بها أحمد أحمد من مدغشقر بواقع 34 صوتًا، و20 لحياتو ينهي بها مسيرته التي امتدت إلى حكم القارة السمراء على مدار سبع دورات متتالية.

الانقسام الإعلامي ضرب جميع الدول العربية في القارة السمراء، وعلى رأسها مصر وتونس والجزائر والمغرب، والتي لم يظهر رؤساء اتحادتها الكروية لإعلان الموقف بوضوح سواء إن كان مع أو ضد حياتو الذي سجل مواقف مضادة ضد كل دولة على حدة في الفترة الأخيرة، ففي مصر أراد بل وخطط لنقل مقر الكاف العريق والذي أسسته مصر، ردًا على تقرير جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار الذي أصدر بناء عليه النائب العام المصري المستشار هشام صادق قرارًا بإحالة كل من عيسى حياتو، والأمين العام للاتحاد هشام العمراني، إلى المحكمة الاقتصادية بناء على طلب من جهاز حماية المنافسة المصري، في يناير الماضي، بتحريك الدعوى الجنائية ضدهما لمخالفتهما قانون حماية المنافسة المصري، وتستند الدعوى الجنائية إلى مخالفة الكاف للقانون، عندما منح حق بث البطولات لشركة «لاجاردير سبورتس» دون تمكين الشركات الأخرى الراغبة في الحصول على هذا الحق فرصة المنافسة عبر مزايدة علنية، ورغم الصدام المعلن والواضح مع حياتو لم يخرج رئيس اتحاد الكرة المصري هاني أبوريدة ليعلن أين ذهب صوت مصر مع أم ضد حياتو، كذلك الأمر في تونس والجزائر والمغرب، الذين تجمعهم مواقف متوترة جدًا مع الأسد الكاميروني العجوز.

أما الموقف في ليبيا فكان واضحًا بعد أن عانت مع حياتو كثيرًا فكان الإعلان بالوقوف ضده، ومن ثم تشجيع باقي الدول العربية وغيرها على اتخاذ نفس الموقف على الأقل في التصويت داخل الصناديق دون إعلان حيث تسببت تصرفات حياتو في إفساد الكرة داخل ليبيا وهو ما تشهد عليه جميع دول القارة، فلم يكن الماضي ببعيد عندما أصدر حياتو فرمانه الممتد أثره حتى الآن بحرمان منتخبات وأندية ليبيا من اللعب على أرضها ووسط جماهيرها، على الرغم من أن ظروف ليبيا مشابهة بكثير لدول أفريقية كانت تعاني ويلات الحروب في كثير من المناسبات والبطولات، فأصبحت الفرق الليبية تقيم المعسكرات الخارجية وتلعب مبارياتها في الخارج وتتكبد في ذلك معاناة السفر والمصاريف والإقامة والتنقل من مكان إلى آخر، لذا جاء الرد القوي والمعلن مبكرًا بدعم منافسه في الانتخابات أحمد أحمد لتنجح ليبيا في الرهان، بعد أن انقلب السحر على الساحر داخل الاتحاد الأفريقي، ونجح تنسيق رئيس الاتحاد الدولى «فيفا» جياني إنفانتينو، للانقلاب على حياتو وإبعاده عن منصبه الدائم داخل كاف من 29 عامًا متتالية، وعقب إعلان فوز أحمد أحمد، الذى يتولى رئاسة اتحاد بلاده منذ 2003، نال تصفيقًا حادًا، ورفع رؤساء الاتحادات الأفريقية قبضات أيديهم في الهواء، ولوحوا بعلامات النصر بعد نجاحهم فى إقصاء حياتو، علمًا بأن الكفة قبل عملية التصويت كانت تميل لصالح حياتو، الشخصية واسعة النفوذ قاريًا ودوليًا.

وشهدت الساعات الأخيرة قبل الانتخاب تحركات قوية داخل الاتحاد الأفريقي بمشاركة ليبية قبل إجراء الانتخابات على رئاسة الاتحاد بين عيسى حياتو وأحمد أحمد، لإبعاد الكاميروني من منصبه والذي استمر فيه منذ العام 1988 وحتى الأيام الأخيرة، كما قام أحمد أحمد، رئيس اتحاد مدغشقر، بإقامة حفل في منزله في فبراير الماضي على هامش احتفاله بعيد ميلاد نجلته، حضره 28 رئيس اتحاد أفريقي ممن لهم حق التصويت في عمومية الكاف، وحصل أحمد أحمد على دعم 28 اتحادًا في هذه الحفلة، لم يكن من بينهم ليبيا في ذلك الوقت بسبب بعض المشاكل التي طاردت الرئيس السابق للاتحاد الليبي أنور الطشاني، وحظيت كواليس كونغرس الكاف خلال الـ48 ساعة الأخيرة قبل الانتخابات بتسريب معلومات ومستندات تدين حياتو وتكشف ألاعيبه داخل الاتحاد الأفريقي، فضلاً عن إبراز أزماته الشخصية في الفترة الماضية، الأمر الذي جعل الجميع ينقلب على حياتو واتفقوا على إقصائه من منصبه.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات