شهدنا خلال العام الماضي اكتشافات علمية مذهلة، فضلاً عن بعض الابتكارات الحديثة وتطور إصدارات أجهزة ذكية تضيف لها مزايا جديدة، فمن طرح هاتف متطور إلى اكتشاف كوكب جديد وصولاً إلى اختراعات جديدة، مضى العام 2015 بتطورات تكنولوجية كبيرة، ليُطرح تساؤل حول الاكتشافات والابتكارات المتوقعة في 2016، التي قد يكون لها جذور من العام السابق.

الطابعة ثلاثية الأبعاد
رغم أن الطباعة ثلاثية الأبعاد لا تعد من التقنيات المكتشفة حديثاً، واكتشفها المهندس الأميركي شوك هال في سنة 1984، فإن تطورها خلال السنوات الأخيرة ونجاحها في طباعة عدد كبير من الأشياء، قد يوسع استخداماتها خاصة في المجال الطبي بعد نجاحها في طباعة بعض العقاقير والأعضاء البشرية ومساعدة مَن فقدوا أطرافهم في تعويضها بأطراف مطبوعة.
ففي أكتوبر الماضي ذكر موقع «بي بي سي» أن فريقاً من العلماء بجامعة «كارنيغي ميلون» الأميركية نجحوا في تعديل طابعة ثلاثية الأبعاد بحيث تستخدم مواد حيوية في الطباعة، مثل الكولاجين والجينات والخلايا التي توجد بجسم الإنسان، مما يعزز الأمل في الاستغناء عن عمليات زرع الأعضاء في المستقبل.

كما لا تقتصر استخدامات الطابعة في المجال الطبي، فبعد إضافة إمكانية الطباعة في أغسطس باستخدام مواد مختلفة في وقت واحد مما يفتح المجال أمام صناعة مجسمات مركبة معقدة البنية بسهولة تامة وخلال وقت قياسي مقارنة بالصناعات التقليدية، يمكن طباعة أجسام بألوان مختلفة وبنية مركبة، حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم».

وبيع في العام الماضي أكثر من 100 ألف جهاز في ألمانيا وحدها، كما ذكرت أرقام مؤسسة «غارتنر» المختصة ببحوث السوق، وهو رقم ليس كبيراً نسبياً مقارنة بأجهزة الطباعة التقليدية.

وذكر موقع «دويتشه فيله» أن قلة المبيعات دفعت مصنعي الأجهزة هذا العام -وبالتزامن مع أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة- إلى تصنيع أجهزة طباعة ثلاثية الأبعاد لا تتجاوز أسعارها 500 يورو.

ويعتقد خبراء التقنية أن سوق أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد ستلاقي رواجاً وستتضاعف المبيعات في العام الجديد.

الواقع الافتراضي
ستوفر «أوكيلوس ريفت» خوذة جديدة تتميز بأداة وحدة تحكم «إكس بوكس» لاسلكية، ومحول لتعزيز تجربة الألعاب، كما أنها تعمل بنظام تشغيل «ويندوز 10»، ومن المتوقع أن تطلق الخوذة في أوائل 2016.

هواتف جديدة
عادة ما تطلق شركة «سامسونغ» أحدث إصداراتها من الهواتف الذكية في الربع الأول من كل عام، ولهذا فمن المتوقع أن تصدر «سامسونغ غالاكسي إس 7» في أوائل العام 2016 خلال الملتقى العالمي للهاتف المحمول MWC في فبراير المقبل.

وحسب موقع «إية بي سي نيوز» الأميركي فإنه من المتوقع أيضاً أن نشهد إصداراً جديداً من هواتف «آيفون»، التي من الممكن أن تتخلى عن الشكل التقليدي لمنفذ سماعة الرأس الذي يبلغ قطره 3.5 ملم لصالح كابل موصل أو «لايتنغ كونيكتور»، مما يطلق المخيلة لتصور كيف سيكون الهاتف أكثر نحافة من الإصدارات الأقدم.

ساعات «أبل» الذكية
طرحت «أبل» ساعتها الذكية القابلة للارتداء خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن تصدر جيلاً جديداً من الساعات خلال 2016 تتميز بخصائص جديدة، وسيكون لشركة «كاسيو»، الرائدة، مكان في العام الجديد، إذ صرح رئيس شركة «كاسيو» بأنهم يعملون على نقل عالم صناعة الساعات الذكية للكمال، من خلال تطوير جودة ومتانة الجهاز، وراحة المستخدم في ارتدائه واستعماله.

وتعمل الشركة منذ نحو أربع سنوات لتطوير هذه النماذج التجريبية الموجودة في السوق ومن بينها ساعة ضخمة تم تصنيعها سابقاً ورُفضت رغم أنها تؤمِّن جميع المزايا الموجودة في الهاتف الذكي.

المنازل الذكية
وأوضح موقع «إيه بي سي» أنه من المتوقع أن تشهد المنازل الذكية كثيراً من المستشعرات، مما يتيح الفرصة لعدد من المنتجات أن تتصل بالمنزل عن طريق «هوم كيت» من «أبل»، التي تعد لوحة تحكم تتيح السيطرة على عدد من الأشياء في مكان واحد، وقد تتعدى الأقفال الذكية والأضواء وأنظمة الترفيه لأشياء أخرى تجعل المنزل أكثر ذكاءً.

شبكات الجيل الخامس.. ليس بعد
رغم تأكيد خبراء التكنولوجيا أن شبكات الجيل الخامس لن تكون متاحة قبل العام 2018، فإن شركة «أوفكوم» البريطانية تختبر أجزاء معينة من الطيف في أوائل 2016 لإفساح الطريق أمام الشبكة في المملكة المتحدة.

ونجحت شركة «دوكومو» اليابانية في الوصول لسرعات خارقة في اختبارات شبكات الجيل الخامس في أغسطس الماضي، إلا أن الشبكة لن تكون متاحة في اليابان قبل 2020، حسب مقطع فيديو بثه موقع «بي بي سي».

وتتيح التقنية إنترنت أسرع بـ 40 مرة من إنترنت الجيل الرابع، وهي سرعة ستكفي لتنزيل مقاطع فيديو بدرجة وضوح «8K» بالتقنية ثلاثية الأبعاد بسرعة، أو تنزيل فيديو ثلاثي الأبعاد خلال ست ثوانٍ فقط (مقارنة بسرعات من الجيل الرابع، التي تمكن من تنزيل الفيديوهات بست دقائق)، حسب موقع «سي إن إن».

أمن البيانات
ويعد أمن البيانات من أكبر المشاكل في عالم التكنولوجيا، فبعد حدوث عدد من الاختراقات ونجاح القراصنة في النفاد لبيانات أو اختراق مواقع، مما يعد نوعاً من أنواع الحروب الإلكترونية، التي من المتوقع أن تزداد ضراوة خلال 2016 ولكن أساليب الحماية والأمان تتطور أيضاً، كما أن إنفاق الدول يزيد على أمن المعلومات، مثل السعودية التي قررت إنفاق 96 مليون دولار حسب موقع «CNBC».

الذكاء الصناعي
حذر الفيلسوف السويدي بجامعة أكسفورد، نك بوستروم، من تبعات الذكاء الصناعي وتصور سيناريوهات أكثر تطرفاً عن تطور هذا الذكاء، الذي قد يؤدي لانقراض البشرية بحسب تعبيره على موقع «واشنطن بوست»، مؤكداً أهمية أن لا تفلت أجهزة الكمبيوتر فائقة الذكاء «superintelligent» من سيطرة الإنسان.

وبينما تتقارب التكنولوجيات الجديدة مثل الهندسة الوراثية وتكنولوجيا النانو، فإن هذ التقارب يطرح إشكالية أن تقع تحت سيطرة أشخاص مدمرين أو لديهم نوايا خبيثة، لهذا يجب التأكد من هوية من يسيطر على هذه التقنيات.