تشير التقديرات الرسمية إلى إجراء الختان لنحو 137 ألف فتاة وامرأة في بريطانيا وويلز، في وقت يواجه فيه اختصاصيون وممارسون في مجال الرعاية الصحية عقوبة الفصل، لعدم إبلاغهم عن حالات ختان الإناث لدى الأطفال.

يأتي ذلك تنفيذًا لمشروع قانون جديد يقول أنصار مكافحة الختان إنَّه جوهري لحماية الفتيات المعرَّضات لهذا الخطر، وفق «رويترز».

ويقضي مشروع القانون المقترح (المتوقع إقراره قبل الانتخابات العامة في البلاد في 7 مايو المقبل) بإلزام الأطباء والممرضات والاختصاصيين الاجتماعيين والمدرسين بإبلاغ الشرطة عن حالات ختان الإناث لدى الفتيات دون سن 18 عامًا، في غضون شهر من اكتشاف هذه الوقائع.

وسيواجه مَن يخالف ذلك إجراءات جزائية داخلية أو الاحالة إلى الجهة الرقابية المختصة، وقد تُوقَّع عليه غرامة ويمنع من مزاولة المهنة.

والختان مخالفة قانونية في بريطانيا منذ 1985 لكن تشريعًا جديدًا سُنَّ العام 2003 جرَّم هذه الممارسة وفَرَضَ عقوبة قصوى بالسجن 14 عامًا على كل مواطن بريطاني ينفِّذ أو يروِّج للختان في الخارج حتى في الدول التي لا يجُرَّم بها الختان.

وقالت وزيرة مكافحة الجريمة بالحكومة البريطانية، لين فيزرستون، في بيان: «سيبعث ذلك برسالة واضحة للمخالفين بأنَّهم سيتحملون المسؤولية عن أفعالهم مع المساعدة في منع حدوث مثل هذه الجريمة البشعة»، مضيفة: «إنَّ القانون المقترح سيتيح للمهنيين مواجهة ختان الإناث، والتعاون مع تحقيقات الشرطة مع زيادة عدد مَن يضبطون من المخالفين وإنزال العقاب بهم».

سيسري القانون على جميع حالات الختان المعروفة تحت سنِّ 18 سواء اعترفت بها الضحايا من الإناث أو سجَّلها المختصون

وسيسري القانون على جميع حالات الختان المعروفة تحت سنِّ 18 سواء اعترفت بها الضحايا من الإناث أو سجَّلها المختصون. يجيء القانون المقترح في أعقاب جدل بشأن أول حالة مقاضاة على جريمة الختان في بريطانيا في وقت سابق من الشهر الجاري، التي انتهت بتبرئة الجناة وسط مزاعم بأنَّهم جُعلوا (كبش فداء) في محاكمة صورية.

واُفتُتحت في العاصمة البريطانية لندن في الآونة الاخيرة أول عيادة متخصصة لعلاج الفتيات اللائي تعرَّضن للختان ضمن حملة للقضاء على هذه الممارسة غير القانونية في بريطانيا.

فتيات مهاجرات تعرضن للختان
وجاء في تقرير صدر عن جامعة سيتي البريطانية أنَّ هناك 103 آلاف فتاة وامرأة تتراوح أعمارهن بين 15و49 عامًا، إضافة إلى عشرة آلاف فتاة تحت سنِّ 15 من اللاتي هاجرن إلى إنجلترا وويلز تعرَّضن لعملية ختان، وفق «سكاي نيوز عربية».

وتعتزم بريطانيا أيضًا وضع ميثاق دولي يدعو إلى القضاء على ختان النساء والزواج القسري خلال جيل واحد (نحو 30 عامًا).

وفي وقت سابق من العام الماضي أصبح طبيب بريطاني ورجل آخر أول مَن يحاكمان في بريطانيا بهذه التهمة.