ألمانيا الوكالات
عدم تحمل اللاكتوز أو سكر الحليب الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الانتفاخ الشديد أو الغازات أو الإسهال لدى بعض الأشخاص، ليس حساسية كما يعتقد البعض، فالجهاز المناعي لا دخل له بهذه المشكلة الصحية، وإنما هو نقص في الإنزيمات المسؤولة عن هضم سكر الحليب في الأمعاء أو تراجع في أدائها.
على الرغم من أن معظم الأطفال يتحملون في بداية حياتهم اللاكتوز أو سكر الحليب، والذي يوجد في لبن الأم، إلا أن قدرة الأنزيمات العاملة على هضم اللاكتوز تتراجع بشكل كبير من سن سنتين لخمس سنوات، ومن النادر أن يولد طفل بعدم القدرة على تحمل اللاكتوز.
وعندما تعجز الأمعاء عن هضم سكر الحليب، فهو يصبح غذاء شهيًا تقبل عليه البكتيريا، ويشعر المرء عندها بالانتفاخ الشديد، ويعاني الغازات وأحيانًا الإسهال، أما بالنسبة لمن يعانون درجة متقدمة من عدم تحمل اللاكتوز، فتكون الأعراض لديهم أكثر وأقوى من مجرد الانتفاخ، فهم يعانون الصداع والألم الشديد في العضلات.
نصائح لتناول الألبان ومنتجاتها مع تجنب الانتفاخ
لكن عدم تحمل اللاكتوز لا يعني بالضرورة عدم تناول أي منتجات ألبان، فبعض منتجات الألبان تحتوي على كمية من اللاكتوز أقل من غيرها، فأنواع الجبن التي تحتاج وقتًا طويلًا لإنتاجها مثل الموزاريلا، عادة ما تحتوي على كمية قليلة جدًا من اللاكتوز، كما أن الدراسات تثبت أن معظم من يعانون عدم تحمل اللاكتوز يستطيعون تحمل المأكولات التي تحتوي على الزبد، حسبما جاء في دراسة منشورة على موقع "دير شبيغل".
ونظرًا لأهمية منتجات الألبان لما تحويه من كالسيوم وفيتامين دي، ينصح الخبراء بخلطها بأغذية أخرى، موضحين أن ذلك يعطي للجسم فترة أطول لهضمها. ويضيف الخبراء أن أفضل طريقة لهضمها تكون بخلطها بمواد دهنية أو سكرية، وكذلك بتناول كميات صغيرة منها في فترات متفرقة من اليوم، كما يحذرون من اللاكتوز الموجود في الأغذية الجاهزة، والتي لا يتوقع المرء بالضرورة احتواءها على منتجات ألبان، مثل أكياس الحساء الجاهزة.
وأشار موقع "دويتشه فيله" الألماني في التقرير الذي نشره، إلى أن هناك اختلافات إقليمية في درجة تحمل الحليب، موضحًا أن 90% من السكان في الدول الآسيوية يعانون مشكلة عدم تحمل اللاكتوز، بينما لا تتعدى نسبة من يعانون هذه المشكلة في الدول الإسكندنافية 2%، ويتوقع الخبراء أن تكون نسبة من يعانون عدم تحمل اللاكتوز في ألمانيا تصل إلى 15% من السكان، ويرجعون ذلك إلى تطور الجينات، موضحين أن جينات سكان الدول التي كانت تنتج الألبان بداية من العصور القديمة تطورت بشكل يسمح لهم بهضم اللاكتوز أكثر من غيرهم.
تعليقات