قالت أخصائية التغذية العلاجية عضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي، الدكتورة مريم السلطني، إن التدخين يؤثر على الشهية والصحة التغذوية عن طريق ثلاثة تأثيرات أساسية هي: (الجهاز العصبي والجهاز الهظمي ومُعدل الأيض في الجسم «عملية الحرق في الجسم» وتأثيرة على حاسة التذوق وحاسة الشم أيضًا).

وأوضحت السلطني في حديثها مع «بوابة الوسط»، اليوم السبت، حول التدخين في شهر رمضان، أن مادة النيكوتين ونقص الأكسجين الناتج عن استنشاق دخان السيجارة يسبب تغيرات في شكل براعم التّذوق في الفم مما يؤثر في قدرة الفم على التعرف على نكهات الأكل، وحول حاسة الشم أوضحت أنها تتأثر بالتدخين وذلك بسبب الالتهابات أو التهيج الذي تتعرض له القناة الهوائية وما ينتج عندها من تأثير على قدرة الشخص على الشم.

وأكدت السلطني، أن هذا لا يؤثر بشكل مباشر على الصحة الغذائية لكنه قد يقلل من انجذاب الشخص للطعام، وفقدان الشهية يأتي من التأثير على الدماغ والجهاز العصبي، وكذلك على الجهاز الهضمي، مشيرة إلى أن التدخين يسبب نمو وتكاثر جرثومة المعدة التي بدورها تسبب الحموضة وقرح المعدة، وترتبط بشكل مباشر بفقدان الشهية.

وأضافت أن تأثير التدخين على حواس التّذوق والشم يُحد من شهية الشخص ورغبته في الأكل، ويؤثر على معدل الأيض في الجسم (أي معدل حرق واستهلاك المواد الغذائية)، مبينة أن كل هذا من الممكن أن يسبب سوء التغذية سواء على المدى القريب أو البعيد إذا تطورت الأعراض.

ومن جهة أخرى أشارت السلطني إلى أن التدخين يؤثر على امتصاص بعض المواد الغذائية الهامة مثل الكالسيوم وفيتامين سي وكذلك فيتامين دي، بالإضافة إلى تأثيره على الدورة الدموية ما يسبب ضيق الشعيرات والأوعية الدموية مما يؤدي إلى تراكم الدهون بها، وكل هذا يؤثر على صحة المدخن بصفة عامة ولكن لحسن الحظ فإن هذه الأعراض تتحسن بمجرد التخفيف من الدخان، ولذا يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين، ولتحسين الصحة التغذوية للشخص عبر استغلال نقص مادة النيكوتين وأول أكسيد الكربون من الجسم.

التوقف عن التدخين وإيجابياته
ولفتت أخصائية التغذية العلاجية عضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي، الدكتورة مريم السلطني، أن بعض الدراسات أشارت إلى أن في الساعات الأولى من الإقلاع عن التدخين قد ينخفض تركيز النيكوتين في الجسم إلى النصف، وبعد مرور يومين يتخلص الجسم من معظمه وتعود حاسة التّذوق والشم والتنفس إلى التحسن بعد ثلاث أيام.

وأفادت السلطني، أنه في بداية أول أسبوع أو اثنان من الإقلاع سيواجه الشخص تحدي مقاومة الرغبة في التدخين، وأنه في أول يومين الرئتان تخلوان من كمية أول أكسيد الكربون وبهذا يبدأ التنفس يصبح أكثر سلاسة ونقاوة ويزداد بالتالي نشاط الجسم، والدورة الدموية أيضًا تتحسن وسيلاحظ المدخن كل هذه التغييرات مما قد يشجعه على الاستمرار.

ونصحت السلطني، بالتوقف عن التدخين لأن له عدة تاثيرات إيجابية على صحة الشخص المدخن وطاقة الجسم، ودعت إلى استغلال شهر الصيام ونصحت بأتباع الخطوات التالية للإقلاع عن التدخين: من بينها وأولها: أن يبدأ المدخن بمقاومة الرغبة في التدخين 16 ساعة وهذا حافز كبير للاستمرار دون تدخين الساعات المتبقية، وبعد 48 ساعة عادة تخف أعراض الإقلاع عن التدخين بشكل كبير، ولكن هنا قد تكون هنالك رغبة لدى الشخص في ممارسة شيئ شبيه بالتدخين أو إلهاء نفسه، فنجد البعض يتناول كمية كبيرة من الشوكلاتة أو الحلويات حتى يشابه حركة الفم واليد حينما كان يدخن، والبعض تزداد عنده الشهية سواء بشكل مباشر أو تأثير نفسي ناتج عن حرمانه من عادة كانت تُمارس ويحتاج إلى شيئ بديل، وهنا تنصح بتناول الفواكه أو الخضروات، مثل شرائح الجزر أو الخيار أو التفاح في فترة الإفطار.

وتحدثت السلطني أيضًا أنه عند تناول وجبة الإفطار يجب تناول صحن الشربة ببطء وشرب الماء عند الإفطار، لأن هذا قد يقلل الرغبة في تناول الحلو لاحقا، في ساعات مابعد الإفطار التي قد تزداد رغبة المقلع عن التدخين في الأكل وهنا تنصح بتناول الفاكهة والمكسرات والحليب أو المحلبية، وغسل الأسنان بعد الأكل في وقت متأخر للتحايل على الرغبة في التدخين أو الأكل خصوصا قبل الإمساك.

وأشارت السلطني إلى أن ممارسة الرياضة أيضا تقلل الرغبة في التدخين وتساعد المقلع عنه خصوصا في المراحل الأولى كالمشي أو الجري متى سنحت لهم الفرصة في شهر رمضان.

وعن أفضل أنواع الإقلاع عن التدخين قالت هي الإقلاع المفاجئ ولكن البعض قد يقلع عنه بشكل تدريجي، حيث يعود الخيار للمدخن، ولكن الأهم هنا هو الإصرار ووضع هدف محدد، وهنالك عدة أشياء قد تساعد على ذلك، مثل الإقلاع عن التدخين مع صديق أو قريب، أو تحديد موعد محدد للتوقف عن التدخين تماما، فضلًا عن تغيير أشياء أخرى في حياة الشخص لدى الإقلاع عن التدخين كبداية حياة صحية أو الزواج أو ولادة طفل جديد.