النظافة شرط أساسي من أجل حياة صحية وآمنة، لكن الأمر مثل غيره من الأمور، فالإفراط في السعي نحو النظافة بشكل كبير قد يتحول إلى وسواس يضر صاحبه. وهوس النظافة، أو وسواس النظافة، مرض يؤرق الكثيرين ممن يصابون به، وقد لا يدركون خطورة الإصابة به ويعتبرونه أمرًا اعتياديًا. فما هو العلاج الأمثل له؟.
فالنظافة المبالغ بها حسب ما أكده الباحثون، يمكن أن تهدد وظائف جهاز المناعة لدى الإنسان، وتسبب أنواعًا مختلفة من أمراض الحساسية، حسب «ويب طب».
إيقاف الوسواس
إذا طلبنا من المريض التوقف عن الممارسات غير المنطقية والمبالغ فيها مثل غسل اليدين عقب كل مصافحة مثلاً، حينها ستتفاقم حالة القلق لديه بشكل كبير، لأنه سيشغل نفسه بالتنظيف. وعلينا أن ندرك بأن وسواس النظافة هو بالأصل أحد أعراض مشكلة عميقة. فإذا أجبرنا المريض على التوقف عن ممارسة ما يمارسه بشكل معتاد حينها ستتفاقم حالة القلق لديه، وندرك أن هذه الطريقة ليست الأنسب لحل المشكلة، وبذلك قد خلقنا مشكلة أكبر.
العلاج المثلي
في الحالات الخفيفة لمرض وسواس النظافة، يمكن التخفيف على مريض الوسواس من خلال محاولة التحدث معه عن ضرورة إيقاف هذا المرض، واللجوء للفطام التدريجي، أو إشغال المريض بشيء معين لتهدئته وإبعاده عن أجواء القلق. و في الحالات الأكثر شدة، الطريقة السابقة لا تجدي نفعا، وبذلك نلجأ إلى العلاج المثلي، حسب «ويب طب».
وعبر العلاج المثلي، نغوص في أعماق المشكلة وأسباب حدوثها، وتبيان تاريخها الطبي، وإجراء الفحوصات اللازمة لمريض الوسواس إن ظهرت عليه الأعراض، حتى لو تبين لنا للوهلة الأولى أن هذه الأعراض غير مرتبطة أساسًا بالمرض.
وبناء على هذا فإن العلاج المثالي، هو العلاج المناسب، والذي يمكن أن يساعد مرضى وسواس النظافة.
وأثبتت الدراسات الطبية فعالية العلاج المثالي، عبر تطبيقه على إحدى السيدات اللواتي أصابهن الوسواس، ولمدة استمرت عدة أشهر، حيث لاحظ الأطباء حدوث تحسن تدريجي لحالة المريضة وبعد شهرين من خضوعها للعلاج. إذ نجحت السيدة بتقليل ساعات التنظيف مرتين في الأسبوع، بعد أن كانت مصابة بهوس التنظيف الدائم ولساعات مطولة، ومع استمرارها في تلقي العلاج المثالي، طرأ عليها تحسن واضح بجانب عوامل أخرى، كانت سببًا في الحفاظ على العلاقة الزوجية داخل المنزل.
تعليقات