حصل مراسل «بوابة الوسط» على وثائق جديدة هي نماذج مستندات إدارية تابعة لتنظيم «داعش»، عثرت عليها قوات حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى بعد مقتل أحد قيادات التنظيم في 4 يناير الجاري.

وتبيّن الوثائق وعددها 70 وثيقة بيانات تفسر محاولة تنظيم «داعش» السعي لتكوين دويلة وفق مبادئ في إدارة الدولة الإسلامية بصرف النظر عن كونه جيشًا من المتشددين، كما تكشف عن طريقة التنظيم في تعاطيه مع الأمور العامة في المناطق التي يسيطر عليها، وكيف كان التنظيم يتدبر أموره في القضاء والخصومات والطريقة التي استطاع بها تمييز نفسه عن التنظيمات الجهادية الأخرى التي عرفتها ليبيا منذ أواخر السبعينات.

وكانت «بوابة الوسط» حصلت على اعترافات حصرية في وقت سابق من أحد كوادر التنظيم (أبوعبيدة المصري)، أوضح فيها صورة الهيكلية التنظيمية لـ«داعش» لأول مرة منذ بروز اسمه كتنظيم أعلن نفسه دولة إسلامية في ليبيا، مبينًا أن التنظيم يعتمد هيكلية هرمية يتربع ما سماه بـ«والي» على رأس الهيكلية، وأيضًا للتنظيم هيئات ومجالس منها العسكري والتشريعي (والأخيرة هي مصدر القرارات ورسم السياسات العامة).

ويقسم «داعش» دائرة نفوذه في الأماكن التي يسيطر عليها حاليًّا إلى دوائر ولايات ومناطق إدارية؛ حيث أفصح أبوعبيدة المصري عن جنسية أمير التنظيم في مدينة سرت وذكر أن اسمه أبوعامر (الملثم).

وذكر أبوعبيدة المصري أيضًا أن لتنظيم «داعش» مقومات هيكلية تبدأ بالوالي أبوعامر، ومن ثم المحكمة وأميرها أبوعمر التونسي، ويليه أعضاء المحكمة القاضي وليد الفرجاني والقاضي فوزي محمد العياط، والاثنان الأخيران ليبيان من مدينة سرت، وبعدها الشرطة الإسلامية ومسؤولها أبوحمزة المصري والمسؤول العسكري هو أبوسلام الليبي والحسبة ومسؤولها أبوعبدالله المصري، فيما يشغل حسن الكرامي (أبومعاوية) مسؤول الاستتابة ويقتصر دوره بحسب أبوعبيدة على الدروس والخطابة والاستتابة خلافًا لما هو مشاع.

وبيَّن أبوعبيدة المصري أن هناك هيئة جديدة طور الإنشاء تدعى «الهيئة الشرعية للدعوة والإرشاد». فيما قدّر عناصر «داعش» في سرت بـ2000 مقاتل غالبيتهم من الجنسية التونسية، وأن عناصر التنظيم تتلقى مرتبات شبه شهرية من التنظيم بقيمة 200 دينار للأعزب و400 للمتزوج منهم.

وحول كيفية تدبير هذه القيمة التي تصرف على عناصر التنظيم قال المصري إن من أبرز مواقفهم وأنشطتهم أنهم حصلوا على كم كبير مما يسمونه «الغنائم» من أسلحة وسيارات وأموال.

ويعاني تنظيم «داعش» انتكاسات عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها بعد المواجهات مع قوات حرس المنشآت التي أماطت اللثام عن مدى ضعف قدرات التنظيم العسكرية؛ حيث أشار بعض السكان الذين التقاهم مراسل «بوابة الوسط» إلى أن صناعة الدولة والحكم التي تسعى لها «داعش» ربما تكون أفضل على الورق مما هي في الممارسة.