ربطت جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بين نجاح تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا ورفع إنتاج النفط إلى مستوياته السابقة، محذرة من كون استمرار الصراع بين التشكيلات المسلحة وزيادة توسع «داعش» عاملاً مهددًا لاستقلال المؤسسات المهمة داخل الدولة، ومنها الهيئة الوطنية للنفط.

وقالت الجريدة في تقريرها اليوم الإثنين إن نجاح الحكومة في مهمتها يتطلب تنسيقًا وخطوات حاسمة للتعامل مع التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش»، والتشكيلات المسلحة الأخرى التي تعارض الاتفاق السياسي الموقع تحت إشراف الأمم المتحدة.

ولفتت إلى وجود طريقتين للتعامل مع التشكيلات المسلحة داخل ليبيا، والتي تفرض حصارًا على أنابيب النفط وموانئ التصدير؛ إما إدماجهم تحت سلطة الحكومة الجديدة أو استخدام القوة وإبعادهم عن تلك المواقع، وهو ما سيؤدي إلى تعافي الإنتاج من حقول النفط في جنوب غرب وشرق ليبيا، مضيفةً أن إنهاء الحصار على أنابيب النفط في حوض مرزوق (جنوب غرب) يزيد إنتاج النفط بمقدار 300-400 ألف برميل يوميًا خلال فترة زمنية قصيرة.

وأكدت الجريدة أنه في حال توافر الظروف الأمنية الملائمة، سيكون من الممكن زيادة الإنتاج النفطي إلى ما يقارب المليون برميل يوميًا «بسهولة»، وقالت: «رغم الهجمات المتعددة لتنظيم داعش، إلا أن نسبة قليلة من المنشآت النفطية تعرضت لضرر دائم».

ورأت الجريدة أن ليبيا دخلت في أكثر المراحل حرجًا منذ رحيل معمر القذافي، إذ دخلت في حلقة من الفوضى وعدم الاستقرار خلال الـ18 شهرًا الماضية، وانخفض إنتاج النفط إلى 400 ألف برميل يوميًا من 1.4 مليون برميل، وانخفضت قيمة الدينار 60% خلال العام الماضي، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والوقود بشكل شبه يومي في المناطق كافة.

وتتوقع وحدة «إيكونومست» الاقتصادية انخفاض إجمالي الناتج المحلي الليبي خلال العام 2016 بنسبة 8% مما يجعله أسوأ اقتصادات العالم من حيث الأداء.