طالبت مجلة «تايم» الأميركية جميع الفصائل الليبية بدعم اتفاق الوحدة الذي ترعاه الأمم المتحدة، مؤكدة أن غياب الدعم الكافي للاتفاق السياسي على الأرض، يُحول الاتفاق إلى ما وصفته المجلة بـ«سيناريو كابوسي»، فسنجد ثلاث هيئات مختلفة منعقدة في ثلاث مدن تدعي جميعها الشرعية.

وأضافت في تقريرها أمس الإثنين أن «حالة من عدم اليقين تخيم على الاتفاق السياسي حتى قبل توقيعه»، فمن غير المعروف أين ستنعقد الحكومة المستقبلية أو كيف ستُحكم سيطرتها على الأجهزة الأساسية مثل البنك المركزي أو القوى الأمنية، أو كيف ستتعامل مع التشكيلات المسلحة بمختلف انتماءاتها، بالإضافة إلى أن المحاورين الليبيين المجتمعين في روما لا يتمتعون بالدعم الكامل من جميع الفصائل السياسية والتشكيلات المسلحة.

ونقلت المجلة عن زميل مؤسسة «كارنيغي» للسلام الدولي فريدريك ويهري: إن «الاتفاق السياسي محفوف بالمخاطر وقد ينتج حكومة ثالثة مدعومة من المجتمع الدولي لكنها تفتقد الشرعية والسلطة في الواقع»، فرغم التزام المجتمع الدولي بالوصول إلى اتفاق وحدة داخل ليبيا، إلا أنه يفتقر إلى التزام محلي مقابل، إذ يرفض عدد من القادة المحليين والتشكيلات المسلحة الاتفاق باعتباره «إملاءً خارجيًا». وتساند الأمم المتحدة وحكومات غربية تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها السبيل الوحيد أمام ليبيا لمواجهة «داعش».

وتساءلت المجلة عن حجم الدور الذي من الممكن أن تقدمه حكومة الوحدة للحكومات الغربية في العمليات العسكرية ضد «داعش»، وقال الباحث في كلية «دارتموث» الأميركية ديرك فانديفال: إن «حكومة الوحدة لن تستطيع فرض سيطرتها كاملة على التشكيلات المسلحة على الأرض».

ورأت المجلة الأميركية أنه في ظل الصراع المستمر داخل ليبيا لا يستطيع أي من التشكيلات المسلحة الموجودة وقف تقدم «داعش»، الذي استطاع أن يزيد من توسعه في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن حكومة وحدة داخل ليببا تعني انتهاء الفوضى التي يتغذى عليها «داعش».

وأعلنت الأطراف الليبية توقيع اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية غدًا الأربعاء في المغرب، بسبب الأوضاع الأمنية في طرابلس، في خطوة وصفتها القوى الدولية بـ«الطارئة» في سبيل القضاء على تنظيم «داعش» داخل الدولة.