قال باحثان أميركيان إن الفراغ السياسي داخل ليبيا هو السبب الرئيس في وجود تنظيم «داعش»، ولهذا فإن ائتلافًا ليبيًا يضم جميع الأطراف والتشكيلات المحلية «غير الجهادية» يمكنه وحده القضاء على التنظيم، متوقعًا فشل أي جهود عسكرية خارجية (دولية) للقضاء على وجود التنظيم «داعش».
وشدد الباحثان جيسون باك وأندريا برودي في مقال نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية على أن توحيد الليبيين في عملية سياسية شاملة تضم جميع الأطياف والممثلين، وفي تحالف ضد تنظيم «داعش» من خلال مؤتمر دولي موسع، يبقى الحل الوحيد كما اقترح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وعندها فقط يمكن للدول الغربية توفير الغطاء الجوي.
وطالب المقال القوى الغربية وواشنطن بالانتباه والتركيز على العملية السياسية داخل ليبيا في ظل تعثر المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، خصوصًا بعد تسريبات مبعوثها الخاص برناردينو ليون.
الواقع السياسي الفوضوي داخل ليبيا هو الأكسجين الذي يتغذى عليه تنظيم «داعش».
ودعا إلى اتباع سياسة «العصا والجزرة» عن طريق فرض العقوبات وإنكار الشرعية على جميع الفصائل المتناحرة حتى تكوين حكومة وحدة، بالإضافة إلى تحفيز قادة التشكيلات المسلحة على الانضمام للعملية السياسية والمشاركة في تحقيق الاستقرار.
واستبعد المقال نجاح الضربات الجوية وحدها في القضاء على التنظيم، وقال الباحثان إن القصف يعيق الجهود الدبلوماسية وهو المسار الأكثر أهمية، وأشارا إلى أن الضربات الجوية الأميركية ضد «داعش» في العراق وسورية أدت حتى الآن إلى «زيادة جاذبية التنظيم وجر حلفاء واشنطن إلى الحرب ضد (داعش)».
وجاء في المقال إن أي حلول للقضاء على التنظيم تغفل الواقع السياسي الفوضوي داخل ليبيا الذي وصفه بـ«الأكسجين الذي يتغذى عليه (داعش)»، وقال إن «ليبيا تبقى مقسمة بين حكومتين متنافستين تستمدان القوة من تحالفات محلية هشة، وغير قادرتين على توفير الأمن حتى في المناطق الواقعة تحت سيطرتهما».
تعليقات