تناولت الصحافة العالمية الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة سرت بين تنظيم «داعش» وعدد من التشكيلات المسلحة في المدينة التي رفضت إعلان تبعيتها له، وذكرت أن سببها «رغبة التنظيم في قمع ثورة التشكيلات المحلية ضده».

جاء في تقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، نقلته «واشنطن بوست» الأميركية، الجمعة، أن اشتباكات وقعت بين مقاتلي تنظيم «داعش» وبين جماعات إسلامية منافسة لها في مدينة سرت، أسفرت عن مقتل أكثر من 49 شخصًا، وأشارت إلى تضارب التصريحات الرسمية بشأن أعداد القتلى.

وذكر التقرير أن «داعش» تعمد قصف الأحياء ومنازل معارضيه، ولفتت إلى أن التنظيم دعا سكان مدينة سرت العاملين في أجهزة الشرطة والقضاء والقطاع المصرفي لإعلان الولاء للتنظيم أو القتل، وفي المقابل رفضت الجماعات الإسلامية بالمدينة إعلان ولائها لـ «داعش» ودعت سكان المدينة للثورة ضده، مما أشعل المواجهات بين الطرفين.

وقال التقرير إن ليبيا تتجه لمزيد من الفوضى منذ مقتل معمر القذافي، وأشار إلى حالة الانقسام السياسي، و سيطرة «داعش» على عدة مناطق.

«مذبحة» في سرت
ونقل موقع الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله»، السبت، تصريحات سفير ليبيا لدى فرنسا شيباني أبو همود، وصف فيها المعارك بين «داعش» والتشكيلات المحلية في سرت بـ «المذبحة»، وقال إنها خلفت بين 150 -200 قتيل.

وحذر أبو همود من تفاقم أعمال العنف في المدينة الساحلية، مضيفًا في تصريحات لوكالة «فرانس برس»: «شهدت المدينة مجزرة حقيقية، وندعو المجتمع الدولي للتدخل».

وقالت «دويتشه فيله» إن الاشتباكات وقعت، الثلاثاء الماضي، بإعلان الحكومة في طرابلس بدء عملية عسكرية لاستعادة المدينة من «داعش»، ونقل عن مسؤول بالمجلس المحلي لمدينة سرت إن «حربًا حقيقية شهدتها المدينة، إذ وقعت معارك مستمرة بين (داعش) وبين سكان المدينة».

وقال أبو همود إن الاشتباكات بدأت عقب مقتل إمام تابع لقبيلة الفرجان على يد مقاتلي «داعش».
تجسيد للفوضى في ليبيا
وقالت جريدة «ذي وورلد بوليتين» التركية، السبت، إن المعارك التي شهدتها سرت تجسد الفوضى المتزايدة في ليبيا.

وذكرت أن معارك عنيفة استمرت حتى، الجمعة، وسيطر «داعش» على أحد الأحياء التي حاول السكان والجماعات المنافسة للتنظيم السيطرة عليه.

وأشارت إلى أن حصيلة الاشتباكات خلال اليومين الماضيين وصل إلى 47 قتيلاً.

القصاص من قبيلة الفرجان
وجاء في تقرير لموقع «ميدل إيست آي»، السبت، أن «داعش» قمع بـ «وحشية» تمرد ضده في مدينة سرت، وقتل 38 شخصًا من قبيلة الفرجان وقصف متعمدًا الأحياء السكنية في المدينة.

وذكر أن المعارك بدأت، الثلاثاء الماضي، عقب مقتل رجل من قبيلة الفرجان يسمى خالد بن رجب على يد «داعش» لرفضه إعلان ولائه للتنظيم، وردت القبيلة بحث سكان المدينة للثورة ضد «داعش» وقتلت قائدين في التنظيم هما السعودي أبو حذيفة والمصري أبو همام المصري.

ولفتت إلى وجود مخاوف من قيام التنظيم بذبح عدد من أفراد قبيلة الفرجان تم احتجازهم، إذ وعد التنظيم بـ «القصاص» من القبيلة.

ودعا ممثلو مدينة سرت في مجلس النواب المجتمع الدولي بالتدخل في المدينة للتصدي للتنظيم ومنعه من القضاء على القبيلة، ودعوا الفريق أول ركن خليفة حفتر للتدخل ومساعدة المدينة.

«داعش» يسيطر على المدينة
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن 25 على الأقل قتلوا خلال الاشتباكات، بينهم أطفال وسيدات، ومعظمهم من سكان المدينة الذين انضموا للقتال ضد «داعش».

وأشارت إلى أن «داعش» استعاد السيطرة على كامل المدينة، رغم عدم وجود تقارير حالية تؤكد تلك الأنباء، ولفتت إلى أن التنظيم واجه معارك مشابهة في مدينة درنة لكنه أٌبعد خارج المدينة على يد جماعات تابعة لتنظيم «القاعدة».

وقالت «بي بي سي» إنه في خلال عام تمكن «داعش» من التواجد في عدة مدن داخل ليبيا، التي انزلقت نحو الفوضى مع وجود عدد من التشكيلات المسلحة التي تتنافس على السلطة.