رأى كتَّاب الافتتاحيات في الصحف الأوروبية، الأربعاء، أن الحكم الصادر عن إحدى محاكم طرابلس بإعدام سيف الإسلام القذافي، لا يمثل سوى جانب واحد من الأزمة الليبية البعيدة عن الحل.

وقالت جريدة (لوتون) السويسرية إحدى أهم الصحف الأوروبية في افتتاحيتها اليوم، إن «الحكم الصادر في طرابلس حيث تسيطر حكومة غير معترف بها دوليًا، هو حكم أصدرته محكمة قابعة تحت حكم الميليشيات، ولا يعد شرعيًا»، مضيفة أن محاكمة سيف الإسلام جرت وسط لا مبالاة عامة من السكان، «حيث تواجه ليبيا مشاكل أهم من ذلك».

المحاكمة عشوائية
واعتبرت جريدة (لاتريبيون دي جنيف) أن المحاكمة لم تجر وفق المعايير القضائية، والتي كان من المفروض توافرها في محاكمة بمثل هذه الرمزية والأهمية.

ووصف موقع التلفزيون الفرنسي المحاكمة بأنها عشوائية، وتمت وسط تغافل تام بسبب أعمال العنف والنزاعات السياسية القائمة في ليبيا.

وقال الموقع إن ليبيا أخفقت منذ انهيار النظام السابق، وعلى مدى أربع سنوات في بلورة خطة انتقالية، وإن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان شجبت المحاكمة التي طالت بحكم الإعدام أيضًا ثمانية من مسؤولي نظام القذافي.

الوضع في ليبيا يشبه عالم كافكا الغريب
وقالت جريدة (كورير إنترناسيونال) الأوروبية إن محاكمة سيف الإسلام جرت في مناخ فوضوي فعلي، وهي تعكس بالفعل هذا المناخ، وإن المتهمين أنفسهم عانوا من عواقب الوضع المنهار في ليبيا.

وأضافت أن سيف الإسلام هو في قبضة كتائب الزنتان، ولم يتم تسليمه لا للقضاء الليبي ولا للقضاء الدولي.

واعتبرت أن الوضع في ليبيا هو وضع يشبه عالم كافكا الغريب، حيث إن المحكمة متواجدة في طرابلس التي تسيطر عليها تنظيمات إسلامية متشددة وبرلمان غير معترف به دوليًا، وأنه ووفق رجال القانون فإن المحاكمة نفسها غير شرعية، لأنها تصدر أحكامها تحت الإكراه.

القذافي انتهى والليبيون يعانون من مشاكل أهم
وقالت جريدة ( ليبراسيون) الفرنسية إن الشارع الذي جرت فيه المحاكمة كان تحت حراسة المدرعات، وانتشر فيه رجال مسلحون ملثمون لمواجهة أي طارئ.

وقالت الجريدة الفرنسية إن التدابير الأمنية التي اتخذت اتضح فيما بعد أنها كانت غير ضرورية!

ونقلت الجريدة عن أحد سكان العاصمة قوله إن القذافي انتهى منذ أربع سنوات، وإن الليبيين يعانون من مشاكل أهم في مواجهة متاعب الحياة اليومية، ومواجهة التطرف، وأضاف المواطن نفسه أن المعنيين بالمحاكمة مذنبون بكل تأكيد ولكن هذا الأمر لا يمثل مفاجأة.

وهم الحكم
وكتبت جريدة (لوفيغارو) الفرنسية، الأربعاء، أن سيف الإسلام كان ينظر إليه كخليفة محتمل لوالده، رغم أن القذافي الأب كان يمنحه وهم الحكم، ولكن كان ينظر إليه بحذر بسبب اتجاهات سيف الإسلام الإصلاحية.

وقالت شبكة (يورو نيوز) الأوروبية إن سيف الإسلام القذافي كان يدافع عن فكرة التحول السياسي في بلاده.

وتمثلت ردة الفعل السياسية الرسمية الوحيدة حتى الآن في تصريح وزيرة الخارجية السويسرية السابقة ميشيلين كالمي راي، التي أبلغت الإذاعة السويسرية أن سيف الإسلام القذافي كان يردد دائمًا أنه معجب بالديمقراطية السويسرية.