ناقش موقع «ساي - ديف نت» العلمي التنموي أزمة القطاع الصحي في ليبيا والتي رأى أنها تتفاقم بخطى سريعة مع صعوبة وصول الإمدادات الطبية إلى البلاد، بسبب الصراع والقتال المستمر.

ولفت التقرير إلى حاجة ليبيا الكبيرة للمساعدة والإمدادات الطبية التي ربما اعترض ثوار ليبيون سابقًا على تسلمها، ولكنها أصبحت الآن بمثابة الإنقاذ الذي لا يصل، وناقش التقرير الأزمة الصحية عبر رؤساء قبائل وأطباء ليبيين لتناول دور الأزمة السياسية في تفاقم الأزمة الصحية.

نقص الفرق الطبية
وأرجع طبيب بأحد المستشفيات يدعى محمد أبو القاسم أزمة التمويل إلى «عدم وجود دولة»، كما أكد أن الأزمة الطبية أحد أهم أضلاعها هو نقص الفرق الطبية ورحيل كثير منهم بسبب القتال، وبخاصة بعد حادث مقتل الطبيب المصري وزوجته وخطف أبنائه في ديسمبر الماضي.

ورأى أبو القاسم أن الاعتماد على أطباء محليين هو غير ممكن بسبب تراجع الوضع الأمني وبعد دمار جامعة العرب الطبية في بنغازي، وتفاقم الوضع مع استدعاء الفليبين جميع عامليها في ليبيا الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف شخص في القطاع الطبي بنسبة نحو 60% من العاملين بالمجال.

قواعد صارمة في استقبال المرضى
وأوضح التقرير أنه للتعامل مع القصور في عدد الفرق الطبية اضطرت المستشفيات لتطبيق قواعد صارمة في استقبال المرضى، والذي أصبح الآن مقصورًا على الحالات الحرجة، ووفق استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمركز بنغازي الطبي عادل التواتي فإن قسم الأطفال بالمركز لا يستقبل الآن إلا حالات الطوارئ منذ قصفه منذ أشهر.

ولفت التقرير إلى إن إحدى نتائج تدهور القطاع الطبي هو الاعتماد بشكل كبير على الدول المجاورة، ومنها مصر وتونس، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار فيزا السفر للدول المجاورة والتي تصل إلى عشرة آلاف دينار ليبي.

وقال زعيم قبيلة أبناء الشيخ في زليتين محمد الشحومي الإدريسي إن وصول الشحنات الطبية جوًا تعطل بسبب قصف المطارات، وهو ما أدى لتدهور القطاع الطبي والاعتماد بشكل كبير على الدول المجاورة.