Atwasat

رسائل هيلاري الإلكترونية: «المقريف سيسعى لبناء علاقات مع إسرائيل»

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) الخميس 28 مايو 2015, 04:30 مساء
WTV_Frequency

تلقت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، السابقة رسائل إلكترونية سرية من مصادر سياسية وأوروبية وأجهزة مخابرات غربية ورد فيها إحداها أنَّ رئيس المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته حاليًّا) محمد المقريف لا يمانع العمل مع إسرائيل وإنشاء علاقات من شأنها تحسين أوضاع الشعب الليبي.

وأشارت المصادر في رسالة تمَّ نشرها ضمن رسائل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة إلى أنَّ «مقريف يعتزم استخدام سمعته وموقعه كسياسي إسلامي وقدرته على التعامل مع الجماعات المختلفة لتحقيق فوز في أول انتخابات رئاسية تشهدها ليبيا».

ونشرت وزارة الخارجية الأميركية رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، الجمعة الماضي، على موقعها على الإنترنت.

وفي ما يأتي نص الرسالة الإلكترونية:
التصنيف سري
المرسل: سيدني بلومنتال (مساعد سابق للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون) وشخص آخر تم حجب اسمه لدواعٍ أمنية.
التاريخ: 27 أغسطس 2012.
المرسل إليه: هيلاري.
الموضوع: رئيس ليبيا الجديد.
المصادر: مصادر ذات صلة مباشرة بالمجلس الانتقالي الوطني ومسؤولون بأعلى المستويات في حكومات أوروبية وأجهزة مخابرات غربية ومصادر أمنية.

1- (تعليق المصدر): ينتوي الرئيس الموقت يوسف المقريف تأسيس دولة ديمقراطية تقوم على المبادئ الإسلامية. في رأي مصدر حساس للغاية، يرى المقريف أن هذا الوقت هو ذروة حياته العملية. عمل مقريف أولاً كمستشار سياسي ودبلوماسي مع القذافي، وفي العام 1979 ضاق ذرعًا بما رآه من الشخصية التي يبنيها القذافي لنفسه ضد المبادئ الأساسية للحركة الإسلامية.
المقريف كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين المصرية خلال فترة دراسته وظلَّ مخلصًا للفكر الإسلامي، ويعتقد أنَّ الإسلام يستطيع التعايش والعمل مع العالم غير الإسلامي خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ويعتقد المصدر أن مقريف مقتنع أن ليبيا، مع مصادرها الضخمة للثروات الطبيعية، يمكن أن يكون لها دور قيادي في شمال أفريقيا وكذلك بقية العالم الإسلامي. مقريف يميل نحو حكومات الولايات المتحدة وفرنسا بناء على خبراته السابقة في الصراع مع القذافي. ويعتقد المصدر أيضًا أن مقريف ظلَّ معاديًّا لحكومة عمر البشير في السودان، إذ أنه في العام 1989، أطاح البشير بحليف المقريف، رئيس الوزراء السوداني وقتها صادق المهدي وطرد المقريف واتباعه من الخرطوم.

2- وفقًا لما ذكرته المصادر ذاتها، سيسعى المقريف لبناء علاقات سرية مع إسرائيل. الحقائق السياسية في ليبيا حاليًّا تقتضي أن يتم تناول تلك العلاقة على نطاق رسمي ضيق، لكن الرئيس الجديد لليبيا يملك أصدقاء وشركاء مع زعماء إسرائيل، وينوي الاستفادة من هذا الوضع لتحسين أوضاع الشعب الليبي.
قد يكون المقريف مضطرًا، بعض الأوقات، لإصدار بيانات ينتقد فيها إسرائيل لأهداف سياسية، لكنه يعتقد أنه وشركاءه يملكون الخبرة الكافية لمعالجة هذه القضية. وفي الوقت ذاته يعتزم المقريف المتابعة في المبادرات الإقليمية السياسية التي بدأها رئيس المجلس الانتقالي الوطني مصطفى عبدالجليل. ويعتزم أيضًا المضي قدمًا في التعاون الاقتصادي والأمني الذي تمَّ الاتفاق عليه في إعلان القاهرة يوم 29 يوليو 2012، الذي يؤسس لعلاقات إقليمية بين الحكومات الثورية الجديدة في تونس وليبيا ومصر.
ويشير المصدر ذاته إلى أن المقريف يدرك جيدًا أن الرئيس المصري محمد مرسي يعتبر ليبيا عاملاً أساسيًّا في التنمية الاقتصادية لمصر، ويعتقد المقريف أنه يستطيع الاستفادة من هذا الوضع لمصلحة الشعب الليبي.

3- وقال مصدر حساس آخر، بشرط السرية التامة، إن المقريف يعتزم العمل مع مستشاريه الأمنيين لتطوير خطه لنزح سلاح التشكيلات المسلحة الإسلامية الذين حاربوا ضد القذافي، دون إثارة ارتيابهم. ويعتقد أن أهم نقطة في هذا الأمر هو توفير الخدمات الطبية والاقتصادية التي تطالب بها تلك التشكيلات مقابل نزع السلاح. ويعتقد مقريف أيضًا أنه يمكنه إدارة الطموح السياسي للقادة الإسلاميين مثل اللواء عبدالحكيم بالحاج، وفي الوقت نفسه منع نمو الجماعات المتشددة الذين قد يرون في ليبيا مركزًا للدعم والعمليات. ويعتقد المقريف ومؤيدوه أن ميوله الإسلامية المعادية للقذافي ستسمح له بإدارة تلك التحديات، وإذا أمكنه تحقيق ذلك سيفوز بالرئاسة في أول انتخابات رئاسية وطنية شاملة في ربيع 2013.

4- وأضاف المصدر، أن حكومة المقريف ستدعم تركيا وقطر والسعودية وباقي الدول الداعية لنهاية نظام بشار الأسد دون التورط المباشر في الأزمة السورية. يحمل المقريف حسًّا عدائيًّا نحو الأسد، الذي كان حليفًا للقذافي لفترة طويلة ودعمه بالعدد والمخابرات والمستشارين خلال ثورة 2011. يدرك المقريف أن موقفه سيضعه في عداء مع إيران حليفة سورية، لكنه لا يعتقد أن إيران لديها دور تلعبه في ليبيا أو باقي شمال أفريقيا.

5- وطبقًا لمصدر شديد الحساسية، في العام 1979، هرب مقريف من ليبيا إلى الخرطوم في السودان، حيث أنشأ في العام 1981، بمساعدة حكومة رئيس الوزراء صادق المهدي والزعيم التشادي حسين حبري والرئيس العراقي صدام حسين ودول غربية، الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بهدف إطاحة معمر القذافي وإنشاء ديمقراطية إسلامية في ليبيا. وتحت رعاية الجبهة الوطنية للإنقاذ في ليبيا، أنشأ المقريف الجيش الوطني الليبي ومركزه في نجامينا في تشاد، بقيادة العقيد خليفة بلقاسم حفتر، وهو الآن واحد من جنرالات الجيش الليبي الجديد.
وتحت حكم المقريف حاربت قوات حفتر، بلغ عددها من 2500 إلى 3000 جندي، ضد قوات القذافي مع نتائج مختلفة. وتضمنت تلك الهجمات الغارة على مجمع القذافي في باب العزيزة في 1986. وامتلك الجيش الوطني الليبي محطة إذاعة بقوة 50 ألف واط في نجامينا، وبثوا مواد معادية للقذافي في ليبيا، دعمت حكومات غربية ومخابرات الجيش العراقي هذه الإذاعة.

6- جاء أكبر نجاح للجيش الوطني الليبي بدعم من الجيش التشادي بقيادة اللواء إدريس ديبي في انتصارهم الكبير على القوات الليبية في معركة وادي دوم العام 1987. وأجبرت تلك المعركة الجيش الليبي والقوات الجوية لمغادرة تشاد ودعمت القوات الجوية الفرنسية وقوات غربية التشاد. وعقب المعركة أصبح ديبي بطلاً قوميًّا في تشاد. وفي العام 1990، بمساعدة ضباط في المخابرات الليبية، ثار ديبي، الذي تلقى تدريبات عسكرية في ليبيا وفرنسا وأطاح حكومة حبري وفي ذلك الوقت أجبر ديبي، تحت تأثير القذافي، جيش الإنقاذ الليبي لمغادرة تشاد إلى زائير وفي النهاية الولايات المتحدة. استقر المقريف وحفتر كلاهما في الولايات المتحدة، واستمر المقريف في إدارة جبهة الإنقاذ الوطنية في ليبيا، في الوقت الذي لم يعد للجيش الوطني الليبي وجود كقوات فعالة. وفي العام 2004، انضم المقريف وجبهة الإنقاذ الوطني في ليبيا إلى المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية، وعادوا لدعم ثورة 2011.

7- (تعليق المصدر): في رأي مصدر حساس للغاية، تكلم بشرط السرية، يرى المقريف نفسه كسياسي إسلامي يستطيع العمل مع دول إسلامية وغير إسلامية بما فيها إسرائيل في حال تم إدارة العلاقات بشكل جيد. ويرى الرئيس الليبي الوضع الحالي كتبرئة لجميع الخبرات السيئة التي واجهها في صراعه الطويل مع نظام القذافي، ويعتقد المصدر أن المقريف يعتزم استخدام سمعته النزيهة والتزامه بالإسلام وقدرته على العمل مع جماعات متباينة لتثبيت صورته كرئيس فعال موقت للدولة، وفي النهاية أول رئيس منتخب للدولة الليبية في منتصف 2013. وينوي المقريف الاعتماد على جميع الجماعات السياسية والدينية والعرقية لتكوين حكومته، ويستخدم منزلته لتكوين حكومة تمثل الشعب تحت المؤتمر الوطني العام.

تعقيب هيلاري كلينتون:
أعادت وزيرة الخارجية الأميركية إرسال الرسالة إلى جاكوب سوليفن (مدير إدارة التخطيط السياسي ونائب كبير موظفي وزارة الخارجية في عهد هيلاري كلينتون) وقالت: «إذا كانت المعلومات صحيحة فهي مشجعة ويجب التفكير في تمريرها إلى إسرائيل».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم